![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقالَ لَهم: ((إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها الآب لِيُقَدَّسِ اسمُكَ لِيأتِ مَلَكوتُكَ. عِبَارَةُ "ٱلآبُ" إِلَى ٱلآبِ ٱلسَّمَاوِيِّ (متى 11: 25)، إِلَى ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَيْسَ فَقَطْ عَظِيمًا وَقُدُّوسًا، بَلْ هُوَ إِلٰهٌ شَخْصِيٌّ وَمُحِبٌّ، ويَدْعُونَا يَسُوعُ أَنْ نَتَحَلَّى بِرُوحِ ٱلْبُنُوَّةِ نَحْوَهُ. فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْقَدِيمِ، لَعِبَ ٱللَّهُ دَوْرَ ٱلْأَبِ كَخَالِقٍ وَفَادٍ لِشَعْبِهِ: يُعَلِّمُهُمْ (يَسُوعُ بْنُ سِيرَاخ 30: 3)، يُبَارِكُهُمْ (ٱلتَّكْوِين 27: 27–30)، يُؤَدِّبُهُمْ (سِيرَاخ 30: 21)، يُحِبُّهُمْ (2 صَمُوئِيل 19: 1). أَمَّا فِي فَهْمِ يَسُوعَ، فَٱلآبُ هُوَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْحَقِيقِيِّ (لوقا 1: 31)، وَقَدْ كَانَ يُنَادِيهِ: "أَبَّا، يَا أَبَتِ" (مرقس 14: 36)، فِي عِلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ وَمُبَاشِرَةٍ (يوحنا 5: 19–20). وَبِذٰلِكَ أَصْبَحَ يَسُوعُ ٱلْوَسِيطَ بَيْنَ ٱللَّهِ وَٱلنَّاسِ (لوقا 10: 21–22). وَلَفْظَةُ "ٱلآبُ" تَدُلُّ عَلَى: ٱلْقُرْبِ، ٱلثِّقَةِ، ٱلْحَنَانِ، ٱلْعَطَاءِ. الله الآب يَسْتَجِيبُ لِأَبْنَائِهِ كَمَا قَالَ يَسُوعُ: "مَن مِنكُم إِذا سَأَلَهُ ٱبْنُهُ رَغِيفًا أَعْطَاهُ حَجَرًا، أَوْ سَأَلَهُ سَمَكًا أَعْطَاهُ حَيَّة؟... فَإِنْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ أَشْرَارًا، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا ٱلْعَطَايَا ٱلصَّالِحَةَ لِأَبْنَائِكُمْ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ؟" (متى 7: 9–11). وَهٰذَا ٱلدُّعَاءُ ٱلِافْتِتَاحِيُّ لِلصَّلَاةِ، نَجِدُهُ فِي مَطْلَعِ صَلَوَاتِ يَسُوعَ (لوقا 22: 42؛ 23: 34). وَبِهٰذَا ٱللَّقَبِ، عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُخَاطِبُوا أَبَاهُمُ ٱلْمُشْتَرَك، ٱلَّذِي هُوَ وَاحِدٌ وَقَرِيبٌ مِنهُمْ، قُرْبَ ٱلْأَبِ مِنْ أَبْنَائِهِ (متى 23: 9). فَٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُصَلِّي يُصْبِحُ كَٱبْنِ ٱللَّهِ وَصَدِيقِهِ، كَمَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءُ. وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُصَلِّيَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ بِٱلْحَقِّ، إِلَّا مَنْ وُلِدَ ثَانِيَةً مِنَ ٱلْمَاءِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. |
|