"اصعد تملك كما كلمك الرب إله آبائك، لا تخف ولا ترتعب" [21].
يطالب الله كل نفس أن تمارس حقوقها في ثلاثة أمور رئيسية وهي: الصعود، والتملك، وعدم الخوف.
إننا مدعوون للصعود الدائم، فمن لا يصعد ينحدر ويسقط. بمعنى آخر ما لم يصعد الإنسان مع مسيحه إلى سمواته متمتعًا بروح النصرة، ينحدر مع إبليس في جحيمه.
"تملك": من يصعد على الدوام يتمتع بمركز "الملوكية"، فيحسبه ملك الملوك "ملكًا" صاحب سلطان.
"لا تخف ولا ترتعب": المسيحي ملك وقائد، إن اِنهار بالخوف والرِّعْدَة يفقد مركزه كابن لله. ليس من سمة المؤمن الخوف، بل الثقة واليقين في الآب السماوي. بينما دعاهم الله للصعود والملوكية وعدم الخوف كان موقفهم مختلفًا تمامًا، إذ طلبوا أن يتجسسوا الأرض التي وُعد بها آباؤهم. عوض الصعود ليصيروا ملوكًا أرادوا أن يكونوا جواسيس، وعِوض الاعتزاز بالسلطان الملوكي الموهوب لهم، وعِوض الثقة واليقين في الله خافوا وارتعبوا. يا له من موقف مؤلم كثيرًا ما نسقط فيه!