"كفاكم قعود في هذا الجبل" [6]
لقد سبق فوهبهم الشريعة، ورعاهم في كل طريق البرية، وقادهم بنفسه نهارًا وليلًا، والآن يصدر أمرًا بالتحرك للاستعداد للدخول إلى أرض الموعد. إنه يُطالبنا الله أن نتحرك في الوقت المناسب، فهو يعرف متى يجب أن نستريح ومتى يلزمنا أن نتحرك. إنه يدعونا للخروج لكي ننطلق نحو جبال الأبدية، فنجد لنا موضعًا في أحضانه.
لقد عاش إسرائيل قرابة 40 عامًا في تيه وسط البرية، لكن علة التأخير هو الإنسان المتباطئ والعاصي غير المستعد للدخول، أما من جانب الله فهو من البداية يكاد يمسك بأيدينا ويسحبنا لننطلق معه نحو أرض الموعد، إذ يحثنا قائلًا: "كفاكم قعود في هذا الجبل؛ تحوّلوا وارتحلوا... ادخلوا وتملكوا الأرض" [6-8]. أنه يود أن يسرع بنا فيحملنا كالابن في حضن أبيه لينطلق بنا (تث 1: 31)، لكي نملك (تث 1: 21؛ رؤ 3).