إن كان سفر القضاة يعلن عن شخص السيد المسيح خلال حياة القضاة وتصرفاتهم، فإنه إذ هو سفر الغلبة ضد العدو خلال هؤلاء القضاة يكشف عن "الروح القدس" كروح القوة الذي به ننتصر في جهادنا الروحي. وما فعله القضاة من أعمال مجيدة فائقة كانت بروح الرب وليس بعمل بشري، تقدم لنا إمكانية في حياتنا الروحية وجهادنا ضد إبليس وأعماله الشريرة لا بقوتنا الذاتية وإنما بعمل الروح فينا.
في حديث القديس كيرلس الأورشليمي عن الروح القدس يقول: [تظهر قدرة هذا الروح في سفر القضاة، فبه حكم عثنيئيل (قض 3: 10)، وبه اعتزت قوة جدعون (قض 6: 34)، وانتصر يفتاح (قض 11: 29)، وأقامت دبورة كامرأة حربًا، وقام شمشون في فترة سلوكه بالبرّ بأعمال تفوق القدرة الإنسانية].