![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
زوادة اليوم: كان يكتب لأمه… في السماء. وفي يومٍ ما، ردّت عليه. ![]() أنا إميليا سوريانو. أعمل في مكتب بريد صغير، في قرية لا يُكتب فيها شيء خارق... أو هكذا كنت أظن. كل شهر، في توقيت يكاد لا يتغير، كان يدخل طفل صغير، لا يتجاوز السابعة، يحمل بين يديه ظرفًا مجعّدًا، كأنه يحضنه لا يُسلمه. المرسل إليه دائمًا هو نفسه: « إلى ماما… في السماء » يقترب من صندوق البريد، يقف لحظات بصمت، يُغمض عينيه أحيانًا… ثم يُدخل الرسالة كأنها طقس مقدس. ويرحل… دون كلمة، دون نظرة، كمن يؤدي واجبه تجاه من يحبها رغم الغياب. شهور مرّت… وأنا أراقبه. كل مرة، كانت رسالته تغرس في قلبي شيئًا لا يوصف. حتى جاء يوم… وانهار الصمت داخلي. اتصلت بصديقتي، كاتبة تعرف كيف تزرع الدفء في الكلمات، ورويت لها قصته… ثم كتبنا له رسالة، لكن ليست ككل الرسائل: ورق ناعم، حروف كبيرة، رائحة فانيليا خفيفة… كأن الرسالة نفسها أمٌّ تحتضنه. كتبنا: "مرحبًا يا ملاكي… أنا أقرأ كل رسائلك، وكل واحدة تضيء لي نجمة في السماء. لا تتوقف عن الكتابة، فأنا أسمعك دائمًا. أنا معك… حتى وإن لم ترني." وضعنا الرسالة في صندوقه الخاص. في اليوم التالي… جاء. لكن هذه المرة، لم يكن يمشي… كان يركض. فتح صندوق البريد بلهفة، وعندما رأى الرسالة، احتضنها بقوة، كأن قلبه أخيرًا لامس قلبها. عيناه لمعتا بشيء لا تستطيع الكتب ولا الشعر وصفه. ثم همس… بصوتٍ مرتجف: "كنت أعرف… كنت أعرف أنها تسمعني." الذين نحبهم لا يرحلون فعلاً… إنهم فقط يتلقّون رسائلنا من مكان أعلى." والله معكن . |
|