من لا يعرف الله من خلال يسوع المسيح، وإن استطاع أن ينعم بأنواع عديدة من الرجاء، هو في الواقع وفي العمق بدون رجاء، فالرجاء الحقيقي الرجاء الكبير للإنسان هو الله فقط. ومن مسّه الحب يفهم حقيقة ما هي الحياة في عمقها. فالحياة بكاملها علاقة بمن هو نبع الحياة، بمن هو ذاته الحياة والحب. وبقدر ما نكون متحدين به يصبح بمقدورنا أن نصير حقًّا للآخرين، للجميع. يقول القديس مكسيموس المعترف بأن من أحب الله أحب أيضاً قريبه بدون تحفظ، عندها يصبح غير قادر على الإحتفاظ بغناه، فيوزعه مثل الله معطيًا كل واحد ما هو بحاجة إليه.
إذاً الله هو أساس الرجاء لا أي اله، بل الإله الذي يحمل وجهًا بشريًّا والذي احبنا غاية الحب. ليست مملكته شيئًا نتخيله ما وراء الطبيعة، حاضر في مستقبل لا يتحقق أبدًا، بل مملكته حاضرة حيث هو محبوب وحيث حبه يضمنا إليه. وحده حبه يعطينا أمكانية الثبات والرجاء في عالم هو بطبيعته غير كامل.