الميلاد والتجسُّد الذي سبقه في أحشاء العذراء القديسة مريم قد جعلا من علّيقة موسى في جبل سيناء واقعاً يتلامس مع احتياج الإنسان الذي هرع إلى الله الظاهر في الجسد دون أن يخفى وجهه في خوف بل يتغنّى مع يوحنا الرسول الإنجيلي "رأينا مجده مجداً كما لوحيد جنسٍ بالولادة (monogenh,j) من الآب مملوء نعمة وحقاً" (يو1 :14)،فالمولود من الآب قبل كل الدهور هو هو نفسه المولود من العذراء في ملء الزمان. ولادته الأولى بحسب لاهوته وولادته الثانية بحسب ناسوته.
فلنمجِّد مولود بيت لحم القديم الأيام الذي حملته العذراء كطفل صغير لم تَسَعَهُ الأيام وهو الكائن على الدوام.