من كثرة الضعف وثقل الجسد وحرب الأعداء الخبثاء، ذبلت حواس الجسد الظاهرة، وظلت حواس النفس بلا قوة، فهي لا تنحلّ مع الجسد لأن جوهرها (أي النفس) غير قابل للموت، ولا تستطيع أن تعتنق ببرَّها. ولهذا لم يستطع البشر أن يطلبوا ما يخصهم لكي يرجعوا إلي خلقتهم الأولي. ولذلك عمل الله معهم حسب صلاحه وعلَّمهم أن يسجدوا للآب كما يجب، لأن الله واحدٌ هو، والجوهر العقلي أيضاً كائنٌ في الوحدانية. فليكن هذا الكلام، يا أحبائي، واضحاً لكم: إن كل المجتمعين (في حياة الشركة) إذا لم يكونوا قلباً واحداً يجلبون علي أنفسهم الحروب والقضايا فيما بينهم ثم الدينونة.