![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() في القرون الأولى، كان سرّ التثبيت يُمنَح عادةً مع المعموديّة في احتفالٍ واحدٍ، أسوةً بما فعل القدّيس بولس مع الجماعة الّتي نالت معموديّة يوحنّا (رسل 19/2-6)، فيكوِّنُ السرّان "سرّاً مزدوجاً "، كما يقول القدّيس قبريانُس. وكان الأسقف هو الّذي يمنح هذا السرّ المزدوَج. ومع ازدياد عدد المسيحيّين، وكثرة معموديّة الأطفال في كلّ وقتٍ ومكان، لم يعد الأسقف يستطيع أن يقوم بهذه المهمّة وحده. ففصلت كنيسة الغرب المعموديّة عن التثبيت، وأوكلت مهمّة المعموديّة للكهنة، وخصّت الأسقف بمنح سرّ التثبيت في وقتٍ معيَّن، وباحتفالٍ مهيب يضمّ عدداً كبيراً من المعمّدين. بينما حافظت الكنيسة الشرقيّة على السرّين معاً، ومنحت الكاهن حقّ منحهما. إنّ وجود السرّين معاً منذ بداية المسيحيّة جعل المعموديّة تهمّش بعض السمات المميّزة لسرّ التثبيت. فأصبح يبدو وكأنّه إضافةً يستطيع المسيحيّ أن يستغني عنها أو يغتني بها. ففي كتاب التعليم المسيحي، ورد في شأن مفاعيل سرّ التثبيت: يعمل سرّ التثبيت على إنماء نعمة المعموديّة وترسيخها: - يرسّخنا ترسيخاً أعمق في البنوّة الإلهيّة ... - يزيدنا ثباتاً في اتّحادنا بالمسيح. - يجعل ارتباطنا بالمسيح أكمل" (تعليم 1303). يُلاحَظ في هذا النصّ استعمال صيغة التفضيل: أعمق، أكمل، أكثر ثباتاً، وكأنّ لهذا السرّ دوراً ثانويّاً، تابعاً، إضافيّاً أو مكمّلاً لسرّ المعموديّة. المعموديّة هي الأساس والتثبيت سرّ مظلوم. لكنّ الحقيقة هي غير ذلك. فبالمعموديّة نصبح مسيحيّين، وبالتثبيت نصبح مرسَلين. هذه هي إحدى الفوارق بين السرّين. وهذا الفارق جوهريّ. إنّه الانتقال من حياةٍ تهتمّ بالأنا إلى حياةٍ تهتمّ بالآخر. ومن السعي لخلاص النفس إلى السعي لخلاص الآخر. ومن حالة الطفل المتمحور حول ذاته إلى حياة البالغ المسؤول. فالروح القدس الّذي يحلّ في سرّ المعموديّة ينقّي المعتمِد ويحوّله ويجدّده، من أجل أن يعيش حياةً جديدة مع الله، حياة ابنٍ لا حياة عبد. ولكن، قد يصبح هذا الابن كسولاً متقاعساً، يهتمّ بنفسه ولا يكترث لغيره، كما كان الغنيّ في مثل الغني ولعازر (لو 16/19-31)، أو كالابن الّذي لم ينفّذ أوامر أبيه في مثل الابنين (متى 21/28-32). لذلك فإنّ الروح القدس الّذي يحلّ في سرّ التثبيت، يضع على عاتق مَن يناله مسؤوليّة تجاه غيره. إنّه يعطيه مواهب معيّنة كي يتمكّن بوساطتها من أن يكون عضواً فعّالاً نشطاً في الكنيسة، وأن يكون عضواً منتجاً لا عضواً مستهلكاً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من روح المعموديّة إلى روح التثبيت |
أخيرًا مَلك داود في احتفالٍ عظيم |
سر الميرون أو التثبيت |
سر التثبيت على مر التاريخ |
سر التثبيت |