![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تحقيق الخلاص: 17 أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى فَأَخَذَنِي، نَشَلَنِي مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 18 أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّيَ الْقَوِيِّ، مِنْ مُبْغِضِيَّ لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنِّي. 19 أَصَابُونِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، وَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي. 20 أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي. 21 يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ عَلَيَّ. يعلن داود النبي في نشيد النصرة غاية نزول الرب من السماء أو تجسده، ألا وهي خلاص الإنسان من الضيق والارتفاع به إلى رحب السماء، إلى حضن الآب: "أرسل من العُلَى فأخذني، نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي... أخرجني إلى الرحب" [17-20]. يرى القديس أغسطينوس أن كنيسة الأمم تتحدث هنا عن عمل الله معها، فقد دعاها العلي، المخلص السماوي، دعاها من بين مياه كثيرة إذ جمعها من بين الأمم والشعوب المتنوعة لتصير كنيسته المجيدة التي بلا عيب ولا دنس (أف 5: 27). خلصها من عدوها القوي إذ كانت ضعيفة قبل الإيمان وقد أسرها العدو القوي خاصة برباطات محبة العالم. الآن أخرجها المخلص إلى الرحب، أخرجها من ضيق الحياة الجسدانية إلى اتساع الإيمان الروحي، انطلقت إلى حرية الروح. إن كان موسى قد انتُشل من مياه النيل حين وضعته أمه في سفط ضيق مطلي بالحمرة والقار، لتحمله ابنة فرعون إلى قصرها الرحب، فإن كنيسة العهد الجديد قد انتُشلت من مياه كثيرة، من وسط الأمم لتخلص من الضيق الداخلي وتنعم بالحياة السماوية المتسعة بعمل الروح القدس الذي حل فيها خلال المعمودية. |
|