خطيئتنا هي أننا كلما صلينا: "لتكن مشئيتك"، فنحن حالاً نخاف ونُفكّر: ما الذي يُريده الله مني؟ من الممكن أنّ الله يطلب كل ما يُريد شرط ألاّ يُكلفني راحتي؟ أنا مستعد أن أُساعد وأحب وأتضامن وأُعين ولكن وفق مزاجي وراحتي ووقتي. في الاقتراب من الآخر حتى في ألمه، لربما لن نستطيع إزاحة الألم عنه، ولكن بمقدورنا أن نُخفف عنه ثقل الألم إذ نبقى إلى جانبه: إسهروا، ابقوا معي، هذا ما طلبه ربنا من تلاميذه، من أصدقائه، منّا. عوز الثقة هو ما ورثناه من آبائنا الأولين: الخطيئة الأصلية كما يقولون في اللاهوت العقائدي، بدء الشر. ويأتي يسوع ليُعطينا مثالاً حياً عظيماً في ثقة مُطلقة واستسلام تام لمشيئة أبيه، فيعود إلى أصدقائه الكسالى المتعاجزين، ليُوقظهم من جديد ويُواصلوا المسيرة.