الحيــــــــــــــــاة جهاد وحـــــــــــــرب دائماً والنصرة اُمنية من أعز أماني الحياة عند الجميع ,وعلي قدر ما تتألم النفس من مرارة الهزيمة ,فإنها تفرح بلـــــــــذة الإنتصار.
ولــــــــــــــكن هناك سبب لأجله ترغبُ النفس في النصرة وتهوي ذلك ,وهو الثمرات الحلوة التي تجنيها النفس من نصرتها علي تجارب الحياة وشهواتها بل وتحتفظ بطهارة القلب والأعضاء.
فـــــــــسعيداً حقاً مْنَ يعيش منتصراً علي تجاربه ويحفظ نفسه طاهرةٌ,كقول القديس بولس:"أحفظ نفسك طاهراً أما مْنَ عاش مستهتر خاضع لشهواته أنه يعيش وراء سراب كاذب".
فــــــــــــــــكانت تجربة يوسف قاسيةً بحكم الظروف التي أحاطت به ولكنه خاض المعركة وخرج منها منتصراً.بل وقد بلغت هذه التجربة أقصي حدود التجارب الشبابية قسوةً ولكن الشاب العفيف يوسف ضرب بها الرقم القياسي لنـــــصرة الشباب ,وإنتصرت الطهارة علي غرور الشهوة,بل وكان هذا الإنتصار الذي حققه يوسف هو الدعامة الأولي لذلك المستقبل المجيد الذي أعده له الرب يسوع ,وأيضا كان فيه موفقاً وناجحاً لأن يد الرب كانت معه"فكان الرب مع يوسف فكان رجلاًناجحاً".
ونستنتج أنه ليست هناك وسيلة أقوي علي تربية الأخلاق المسيحية مثل العراك مع الشهوات وغرورها وإحراز النصرة عليها والنجاة بالنفس من شرورها.فقوة الإرادة والصبر والإحتمال وسمو الروح والتضحية وإنكار الذات هذه الفضائل جميعها والتي لا يتحقق نجـــــاح في الحياة بدونها,فهي وليدة جهاد وإنتصار وثقة وإيمان.