استحق صاحب هذا القلب الكبير أن يتمتع بنصرات مستمرة على الأمم المحيطة به والمقاولة حيث ثبتت مملكته، لا ليتسلمها سليمان ابنه من بعده فحسب، إنما بالحري ليأتي من نسله المسيا المخلص يملك إلى الأبد على قلوب مؤمنينه، مقيمًا ملكوت الله داخلهم.
في السفر السابق ظهر داود النبي كرجل الله الحق، الذي غلب وانتصر، لا على الآخرين، بل في حياته الداخلية. لقد سقط شاول الملك مطارده بين يديه على الأقل مرتين ولم يقبل أن يمد يده على مسيح الرب. وعندما ثار على نابل الأحمق وعزم أن ينتقم لنفسه سمع لمشورة أبيجايل الحكيمة وباركها لأنها منعته عن الانتقام لنفسه. الآن، سقط شاول وبنيه في الحرب، فانكشف بالأكثر اتساع قلب داود بالحب الخالص. لقد نسى إساءات شاول وإضطهاداته المستمر، كما لم ينشغل بنفسه بكونه مستحقًا أن يتولى عرش المملكة، إنما رثى شاول ويوناثان، متذكرًا الجوانب الطيبة فيهما، فحسبهما حلوين. وكان يرثيهما بقلبه ودموعه كما بلسانه وشفتيه.