كان مجتمعًا مع تلاميذه وأوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة الروح القدس؛ ليكونوا شهودًا له إلى أقصى الأرض... ثم صعد الرب – وهو رأسنا – بالجسد قبلنا إلى السماء، وستتبعه بقية الأعضاء... صعد ليفطمنا من العلاقة المنظورة به؛ لكنه لا زال يحرسنا كما تحرس الدجاجة صغارها تحت جناحيها... صعد بجسد القيامة لكي نتعلم نحن ما الذي ينبغي أن نرجوه... حيث أنه انطلق ليملأنا من ذاته؛ وليملك على نفوسنا بقوة لاهوته المحيي... دخل إلى قدس الأقداس وارتفعت له الأبواب الدهرية... ملك القوات؛ العزيز؛ الجبار؛ القادر في الحروب... رئيس كهنتنا الوحيد الذي يرثي لضعفنا، صعد لأنه نزل... صعد ليجلس عن يمين العظمة؛ حيث الجلال والمجد الأسنىَ الذي له من قبل كون العالم... صعد كي يُصعد باكورتنا إلى السماء؛ ويدخل داخل الحجاب بالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، في الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية؛ وهو يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا؛ ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه.