![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النور هو السلاح الوحيد اللي عنده في ليلة مظلمة من ليالي الصحرا، كان جوزيف، المهندس بتاع ترميم الآثار، نايم في عشته اللي عملها من الخوص جنب الموقع اللي شغال فيه. اليوم كان 12 ديسمبر، وكل حاجة كانت هادية زي العادة، لحد ما فجأة صوت ديك غريب وعالي قوي شق هدوء الليل. الصوت كان غليظ ومرعب كأن الديك ده طالع من عالم تاني. صحى جوزيف مفزوع، ومسك الكشاف بتاعه وخرج يشوف الصوت ده جاي منين. الدنيا كانت ساكتة بشكل غريب، والهوى نفسه كان تقيل كأن في حاجة مش طبيعية بتحصل. الصوت كان جاي من ناحية المقبرة القديمة اللي شغالين فيها، فجوزيف مشي ناحيتها وهو حاسس إن قلبه بيخبط بسرعة. كل خطوة كان بياخدها، كان الصمت حواليه بيزيد، وكأن الصحرا نفسها بتتنفس معاه. لما قرب من المقبرة، حاسس كأن في عيون شايفاه، بس مش عارف مصدرها. دخل جوزيف المقبرة وهو مش عارف اللي مستنيه. فجأة، قدامه في نص القاعة الحجرية، ظهر مخلوق بشع! عفريت ضخم طوله قريب من السقف، جلده رمادي متشقق، وعروقه طالعة من جسمه زي الشجر الميت. عينيه كانت حمره ومنورة بطريقة تخوف، وفمه مليان أسنان طويلة وحادة زي السكاكين. لسانه كان طويل ونازل لحد صدره، وكان حواليه دخان أسود تقيل ريحته زي الكبريت. العفريت بصله وابتسم ابتسامة شريرة كأنها بتقول له: "إنت هنا خلاص، مش هتخرج. بصوت تقيل ومرعب، قال العفريت: "إنتو إزاي تجرؤوا تدنسوا المقبرة دي؟! هنا ملكنا، وهتشوف اللي عمرك ما شفته!" مرة واحدة، جدران المقبرة بدأت تهتز، وظهر حواليه جن صغير الحجم، لكن شكله أبشع من العفريت نفسه. عينيهم بيضا تمامًا، وأيديهم طويلة بأظافر ملتوية زي المخالب، وكانوا بيزحفوا بسرعة مش طبيعية على الأرض. حاصروا جوزيف، وبدأوا يحاولوا يمسكوه. حاول يصرخ، لكن صوته ماطلعش. بص بسرعة حواليه، شاف إن الكشاف بتاعه لما نوره لمس واحد منهم، الجن صرخ وتراجع. أدرك إن النور هو السلاح الوحيد اللي عنده. حاول جوزيف يهرب، لكنه لقى العفريت العملاق قدامه. قال له العفريت بصوت هزّ المقبرة كلها: "مفيش هروب! اللعنة خلاص جاتلك وهتفضل معاك للأبد!" في اللحظة دي، سمع جوزيف صوت نداء من بعيد. كان زميله ولّع نار كبيرة برا عشان يدور عليه. النور اللي طلع من النار دخل المقبرة وخلى العفريت والجن السفلي يتراجعوا ويختفوا في الظلام. جوزيف خرج جاري، ووشه كان أبيض كأنه شاف الموت. رجع جوزيف للمعسكر، لكنه كان متغير. من يومها، كل ليلة الساعة 12 يسمع صوت نفس الديك الغليظ، وكأنه بيقول له إن اللي حصل في المقبرة لسه مخلصش، وإن اللعنة ممكن تفضل وراه طول عمره. |
![]() |
|