![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سَبِّحِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ [1]. يبدأ المزمور بحوار المرتل الممتع مع نفسه. يبدأ بدعوة نفسه وسط آلامه وضيقاته لكي تسبح. قبل أن يدعو الإنسان غيره للتسبيح يليق به أن يدعو أعماقه لممارسة التسبيح، فمن جانب يدرك المؤمن أن يؤكد لنفسه علاقته الشخصية الدائمة مع الله، ومن جانب آخر فإن التسبيح كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أقوى سلاح لمقاومة إبليس. ومن جانب ثالث فإن المؤمن يصير نموذجًا عمليًا لمن هم حوله. يرى القديس أغسطينوس أن المتحدث هنا ليس الجسد ليقدم النصيحة للنفس، لأن النفس هي التي تصدر النصح والأوامر للجسد، وليس العكس. يشَّبه النفس بالذهب والجسد بالرصاص، فإن الذهب وإن أصابه صدأ، فهو أثمن من الرصاص، حتى وإن بدا نقيًا ولامعًا. هنا النفس (أو العقل) تنصح ذاتها. * انظروا فإن المزمور يعلن: إنه صوت شخصٍ يشجع نفسه لكي تسبح الله، قائلًا لنفسه: "سبحي يا نفسي الرب". لأنه أحيانًا في الضيقات والتجارب التي للحياة الحاضرة تصير نفوسنا مضطربة، أردنا أو لم نرد... فلإزالة هذا الاضطراب يقترح (المرتل) الفرح، لا كواقعٍ حقيقيٍ بل في رجاءٍ، ويقول لنفسه وهي مضطربة وفي قلقٍ وحزنٍ: "ترجي الله، فإني أعترف له". القديس أغسطينوس * "سبحي يا نفسي الرب". لم يقل المرتل: "سبح يا جسدي"، وإنما "سبحي يا نفسي"، ليس لأنه يدين الجسم، إنما لأنه يلوم أعمال الجسد. تشجع النفس كيانها بغيرةٍ، وكأن داود يقول: "سبح الرب يا داود". القديس جيروم |
|