![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() جهنم قال الرب يسوع «هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (مت 13: 49و50). إن أتون النار هذا يدعوه الرب يسوع في موضع آخر (جهنم) ويعتبر هذا المكان محلاً للعقاب الأبدي بقوله لتلاميذه: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد.. بل بالحري خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم، نعم أقول لكم من هذا خافوا»(لو 12: 4 ـ 6). وقال الرب أيضاً: «من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم»(مت 5: 22). وقد أعدت جهنم لإبليس وملائكته الذين لم يحفظوا رئاستهم بل سقطوا من نعمة اللّه فحفظهم مقيّدين «بقيود أبدية تحت الظلام» (يهوذا 6) ويقول عنهم الرسول بطرس «في سلاسل الظلام طرحهم في جهنّم محروسين للقضاء»(2بط 2: 24). ويقول الرب يوم الدين للأشرار «اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته»(مت 25: 41). كما أضحت جهنّم المكان الأبدي لكل من يختار لنفسه إبليس إلهاً له فيخضع لأوامره ويعصي بذلك أوامر اللّه. وإن الأبالسة يعرفون مصيرهم لذلك قالوا للرب مرة: «ما لنا ولك يا يسوع ابن اللّه، أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا»(مت 8: 29). وقد دعا الرب العذاب الأبدي ظلاماً بقوله عن الأشرار: «يطرحون إلى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان»(مت 8: 12) كما دعاه دينونة بقوله: «كيف تهربون من دينونة جهنم»(مت 23: 33) و«يخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يو 5: 29). كما يسميه هلاكاً بقوله: «الذين نهايتهم الهلاك»(في 3: 19) «والذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته» (2تس 1: 9) كما يدعوه ناراً بقوله للأشرار «اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته»(مت 25: 41) «ويطرحونهم في أتون النار» (مت 13: 42) وجاء في سفر الرؤيا عن هؤلاء الطالحين أن «نصيبهم في البحيرة المتّقدة بنار وكبريت»(رؤ 21: 8) «وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار» (رؤ 20: 15). وهذه الألفاظ هي صفات وتسميات حقيقية للمكان الذي أعده اللّه لعذاب الأشرار عذاباً أبدياً. ولو اعتبرت تلك الألفاظ مستعارة لدلّت على أن العذاب أشد وأقوى وأقسى ممّا نتصوّر. وقد وصفت السعادة بكونها أبدية في السماء، وبهذا الصدد يقول الكتاب «يملك الرب إلى الدهر والأبد»(خر 15: 18) «أما قديسو العلي فيأخذون المملكة ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين»(دا 7: 18) «والفاهمون يضيئون كالكواكب إلى الأبد» (دا 12: 3). كما وصف العذاب أيضاً بكونه أبدياً فجاء في سفر الرؤيا: «يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين» (رؤ 14: 11) «وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين»(رؤ 20: 10) وقال الرسول يهوذا: «حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام» (يهوذا 6) وقال الرب «يمضي هؤلاء (الأشرار) إلى عذاب أبدي»(مت 25: 46) و«نار أبدية»(مت 18: 8) ومن هذه الآيات نفهم أيضاً أنه لا يوجد للثواب والعقاب سوى مكانين، لا ثالث لهما وهما النعيم الدائم في السماء المكان الذي يثاب فيه الأبرار متنعّمين إلى الأبد، والجحيم الذي يتعذّب فيه الأشرار كعقاب لهم أبدي. موقفنا من مجيء الرب يسوع ثانية: يقف الناس من حقيقة المجيء الثاني مواقف عديدة فقسم لا يؤمنون بالحقائق الإلهية كافة، أولئك وصفهم صاحب المزامير بالجهل بقوله: «وقال الجاهل في قلبه ليس إله»(مز 14: 1). ودينونتهم صارمة، ومثلهم الغافلون غير المبالين أولئك الذين قال فيهم الرب: «كما كان في أيام نوح كذلك يكون أيضاً في أيام ابن الإنسان، كانوا يأكلون ويشربون ويزوّجون ويتزوجون إلى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع» (لو 17: 26و27). كان نوح طيلة مدة صنعه الفلك يعظ قومه ليتوبوا، وينذرهم بأن اللّه سيغرقهم بطوفان عام ولكنهم لم يبالوا بكلامه، وعدم مبالاتهم لم تمنع الطوفان، فحالما دخل نوح الفلك جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك في مجيء الرب ثانية لا يمنع عدم مبالاة الناس بهذه الحقيقة الإلهية من مجيء الرب، وستنظره كل عين، وينوح الذين طعنوه... ولات ساعة الندم. وقوم يستهزئون لدى سماعهم هذه الحقائق السامية فهم منهمكون بجمع المال، والتمرّغ بالشهوات، وقد سبق الرسول بطرس وتنبّأ عنهم بقوله: «عالمين هذا أولاً سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه. لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة»(2بط 3: 3و4) وتشبه حال هؤلاء ما جرى لجيل لوط الذي قال فيهم الرب يسوع: «كذلك أيضاً كما كان في أيام لوط يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون. ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم أمطر ناراً وكبريتاً من السماء فأهلك الجميع»(لو 17: 28). فلوط كان يسكن في سدوم يوم بلغت شرور أهلها إلى السماء، فغضب الرب عليهم فأرسل ملاكين لينذرا لوطاً ليخرج من المدينة لأن الرب مهلك المدينة وأهلها. فصدق لوط الرسالة وقبلها، وأخبر أختانه، وطلب إليهم ليرافقوه ولكنه صار كمازح في أعينهم، فتركهم وغادر المدينة، وإذا بالنار والكبريت يُحوِّلان المدينة وأهلها إلى رماد أسود.. فحالة الناس أيام نوح ولوط تشبه حالتهم أيّام مجيء الرب يسوع ثانية، بل تشبه حالة أغلب الناس في أيامنا هذه التي اتّصفت بالاستهتار بالحقائق الإلهية. أما القسم الأخير من الناس، وهم قلة، فهم المنتظرون مجيء الرب بشوق عظيم، ويمثلهم بذلك صاحب الرؤيا الرسول يوحنا الذي يستهلّ رؤياه بقوله: «هوذا يأتي (المسيح) مع السحاب وستنظره كل عين»(رؤ 1: 7) ويختم رؤياه بقوله على لسان الرب: «أنا آتي سريعاً» ويوحنا يجيب الرب بشوق وإيمان: «آمين تعال أيّها الرب يسوع»(رؤ 22: 20). هؤلاء أناس يمثّلون السماء على الأرض، فقلوبهم في السماء، وكنوزهم في السماء (مت 6: 21) وسيرتهم في السموات التي منها أيضاً ينتظرون مخلصاً هو الرب يسوع المسيح (في 3: 20) على حد قول الرسول بولس. لذلك سرجهم، كالعذارى الحكيمات، موقدة، وزيتهم في آنيتهم مترع. وكالأمناء المجتهدين يتاجرون بالوزنات وهم من الرابحين، وعندما يأتي سيدهم سيخطفون معه في الجو، ليرثوا معه ملكوته السماوي |
|