![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() السماء الجديدة أو الحياة الأبدية يقول يوحنا في رؤياه: «ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللّه، وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا» (رؤ 20: 11و12). وقال الرسول بطرس «ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر» (2بط 3: 13). لا يمكننا أن ندرك بعقولنا البشرية ماهية هذه السموات، وأن نحدّد موقعها ونعرف ما تحويه من كائنات روحية. وكل ما نعرفه عنها هو ما سمح اللّه بإعلانه بالوحي الإلهي ومنه نعلم أن السماء هي حالة السعادة الدائمة مع اللّه وملائكته وهي أيضاً حالة المجد السامق والقداسة التامة والسلطة المطلقة. فمن يرث السماء يرث الحياة الأبدية التي وصفها الرسول بولس بقوله: «ما لم ترَ عين وما لم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه اللّه للذين يحبّونه»(1كو 2: 9). فالسماء بالنسبة إلى المؤمنين الصالحين هي المكان الذي يعده ابن اللّه لهم إتماماً لوعده لتلاميذه بقوله: «أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً»(يو 14: 3) وحيث المسيح في السماء فالحالة حالة مجد لا يفنى، وصاحب الرؤيا رأى أولئك المنتصرين مع الرب ويصفهم بقوله: «قد غسلوا ثيابهم وبيّضوها في دم الخروف من أجل ذلك هم أمام عرش اللّه ويخدمونه نهاراً وليلاً في هيكله والجالس على العرش يحلّ فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح اللّه كل دمعة من عيونهم» ( رؤ 7: 14 ـ 17). ولما جادل اسطيفانس اليونانيين، وقد حنقوا عليه بقلوبهم وصرّوا بأسنانهم: «وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد اللّه ويسوع قائماً عن يمين اللّه، فقال: «ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين اللّه»(أع 7: 54 ـ 56). والكلام عن اليمين واليسار كلام مجازي، إذ أن اللّه تعالى روح محض لا يحدّه مكان، وموجود في كل مكان، فلا يفهم الكلام حرفياً بل يكنى باليمين عن مكان المجد والسلطة وعن اليسار بعكس ذلك. وهذا هو المفهوم من قول صاحب المزامير «وقال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك»(أع 2: 34و35) فيعني قول الآب السماوي لابنه الحبيب: لك أعطي السلطان والمجد فتخضع لك أعداؤك. |
![]() |
|