منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 04 - 2025, 11:10 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,343,888

الصعود الإلهي هو حدث ارتفاع المسيح الى السماء


الصعود الإلهي هو حدث ارتفاع المسيح الى السماء، وهو حدث كنسي بمعنى أنه يعبر بنا الى زمن الكنيسة . إنطباع الرحيل فيه لا يسمح للمستنيرين أن يتحسّروا تحسّرا عقيما على الماضي ولا أن يلقوا نظرة سراب الى المستقبل، فمع كون الصعود مفرقا حاسما ونهاية علاقة خارجية مع يسوع إلا أنه، بنوع خاص، افتتاح علاقة إيمان جديدة كليا وإعلان زمن جديد. والصعود،
تاليا، هو عيدُ الكنيسة لأنه، بالنسبة اليها، يحوي أكثر الوعود تمجيدا، لكونه باكورة صعودها هي الى السماء. فالمسيح الرب بما أنه رأس الجسد – الكنيسة – (أفسس 1: 20 – 23) وهو قائم بجسده عن يمين العظمة الإلهية (أعمال 7: 55؛ عبرانيين 1: 3 و8: 1) فالكنيسة تعلم علم اليقين أنها تشترك بالمجد ذاته ولو كان عليها أن تجاهد، إلى حين، جهادات الأرض. هذا ما بيّنه القديس يوحنا الذهبي الفم إذ قال:" لقد دخلت إنسانية الجميع نهائيا في ناسوت المسيح في الصعود السماوي، وقد تحققت أبديتنا من دون رجعة.... وأصبح منذئذ " موطننا في السموات" (فيلبي 3: 20).
حادثة الصعود هذه على عظمتها وقوة معناها لم تشغل في العهد سوى بالجديد ضعة أسطر. الكتابان الأساسيان اللذان يوردان الحدث هما كتابا لوقا: الإنجيل وأعمال الرسل. إيراد هذه الحادثة على يد كاتب واحد في كتابين، وجعلها في وقتين ومكانين مختلفين، له خصوصية لاهوتية سنحاول الوقوف أمام بعض معانيها. في إنجيل لوقا يكشف يسوع القائم من بين الاموات لخاصته ببراهين كثيرة أنه حي، فيحدّثهم ويعلّمهم ويؤاكلهم ومن ثم، يقول النص:" انفصل عنهم ورُفع الى السماء" (24: 51). إلا أن يسوع، قُبيل رحيله، يعمل معهم عملا خاصّا:"يباركهم"، والتلاميذ يسجدون له.
وهذان الأمران (البركة والسجود) مهمّان للغاية، لأنهما كعملين طقسيين ويختصان بالهيكل(هيكل اورشليم) يتممهما يسوع في " بيت عنيا" اي خارج منطقة الهيكل فيعلن، في آخر لحظة له على الارض، أنه وتلاميذه أحرار من الهيكل وأنهم هم الهيكل. وإذا رجع التلاميذ، بعد هذا، الى الهيكل ولازموه(لوقا 24: 53) حقيقتهم أنهم ينفّذون وصية الرب التي قالها لهم: " امكثوا انتم في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من العلاء" (لوقا 24: 49). أي انتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني (يوم الخمسين) الذي سيجعلكم هو(الروح القدس) مقرّا لله وشاهدين لقيامتي في العالم أجمع.
الصعود الذي يجري، في كتاب أعمال الرسل، في جبل الزيتون (1: 4-11)، هو تتمة السرّ الفصحي ويشكل نقطة ابتداء زمن الكنيسة، ذلك أنه كشْفُ مسبق وتهيئة للحدث العظيم الذي هو "العنصرة". فالروح آت، والرب باق معنا(ولعله هذا يفسّر فرح التلاميذ في إنجيل لوقا 24: 52)إلا أننا لا يمكننا رؤيته بعد الآن إلا بمظاهر الروح القدس لذلك كان لا بدّ للمسيح أن ينطلق " لأنني إن لم أنطلق لا يأتكم المعزي" (يوحنا 16: 7)، وهذا لا يفضي، كما قال هو نفسه لتلاميذه، بالكنيسة إلى الحزن وإنما الى الفرح. فالصعود الإلهي ليس حدثا يؤكد على رحيل الرب – ولو كان هذا ظاهره – وإنما على حضوره معنا إلى الأبد، كما قال لتلاميذه: " هاءنذا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر" (متى 28ك 20) ولكن بروحه القدوس.
استعمل المسيحيون الأوائل لغات متعددة ليصفوا قوة هذا الحدث الخلاصي (لغة القيامة، لغة الارتفاع) وذلك أن عملية الفداء تفترض تتويجا، والصعود – من هذه الناحية- يشير إلى دخول المسيح في ملكه. يقول نرساي المعلّم الملقب بلسان الشرق (399-502) في حديثه عن صعود الرب: "حين نظرت ُ طينَنا انذهلت كثيرا كم عُظّم، فمع أنه تراب نال السلطان ومَلَكَ على الكون". إلا أن الفارق الزمني الذي نجده في كتابَي لوقا له، بلا ريب، أبعاده اللاهوتية.
ففي الإنجيل يتم كل شيء (القيامة وظهورات القائم لتلاميذه والصعود) في اليوم ذاته، لأن تمجيد يسوع يفترض صعودا إلى الآب، وهذا بمنطق القيامة لا يعوزه زمن أبعد من لحظة القيامة ذاتها، فيسوع القائم من بين الاموات لا يمكن لأي مكان أو زمان أن يحدّ من سلطانه. أمّا في كتاب أعمال الرسل فيتمّ الحدث عينه بعد أربعين يوما من القيامة، ومما لا شك فيه ان هذا الرقم التقليدي لا يشير الى زمن الصعود، ذلك أن ما أراده الكاتب هو أن يوازي بين يسوع وكنيسته، فكما استعد يسوع لرسالته أربعين يوما في البرية(لوقا 4: 2) فهو يهيىء كنيسته أربعين يوما فيكلّمها عن "ملكوت الله" (أعمال الرسل1: 3). صعود السيد الى السماء هو حدث ملازم للقيامة، ولكن مع انتشار تقليد "الأربعين يوما" (أعمال 1: 3) أصبحت القيامة تعني تجدد العلاقة الأرضية بين المسيح وتلاميذه، ويشكل الصعود حدثا منفصلا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أجل عظمة الصعود الإلهي إلى السماء والذي يعنى إمكانية صعود البشرية
عيد الصعود | صعود السيد المسيح إلى السماء
صعود السيد المسيح | الصعود الى السماء
الصعود المجيد | صعود السيد المسيح الى السماء
بوستر صعود السيد المسيح الى السماء ( عيد الصعود )


الساعة الآن 01:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025