يُقدِّم لنا أليشع النبي مفهومًا حيًا لحياة لوحدة والتأمل. فالوحدة في نظره هي شركة مع الله، مع العمل بروح الرب لحساب ملكوته ولبنيان شعب الله. ليست الوحدة انعزالاً ولا خمولاً ورفضًا للعمل!
v لنقارن بين راحة (أليشع) والآخرين. الآخرون إذ يطلبون الراحة اعتادوا أن يسحبوا أفكارهم من العمل، وأن ينسحبوا من الشركة وصحبة الناس، لكي يبحثوا عن الانسحاب من القرية، أو وحدة الحقول أو من المدينة ليهبوا راحة لعقولهم، وينعموا بالسلام والهدوء.
في الهدوء شق الأردن بعبوره عليه، ففاض الجانب الأسفل، ورجع الجانب الأعلى إلى مصدره. على الكرمل وعد امرأة لم يكن لها بعد طفل، أن يكون لها طفل غير متوقع تحبل به [16]. أقام ميتًا إلى الحياة [34، 35]، وأصلح مرارة الطعام وجعله حلوًا بمزج دقيق به [41]. وإذ تم توزيع عشرين رغيفًا للشعب للطعام، جمعوا الكسر التي تبقَّت بعد أن شبعوا [44]. جعل رأس الفأس الحديدي الذي سقط في نهر الأردن وغطس في الأعماق أن يطفو بوضع يد خشبية في الماء (2 مل 6:6). جعل البَرَص يتحول إلى نقاوة (2 مل 5: 10)، والجفاف إلى مطر (2 مل 3: 17)، والمجاعة إلى وفرة (2 مل 7: 1).
متى يكون البار في وحدةٍ؟ متى كان الله معه على الدوام. متى يُترك ذاك الذي لن ينفصل قط عن المسيح؟ قيل: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟... فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملاك يفعل ذلك" (راجع رو 8: 35، 38).