![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() " الضيق ينشئ صبرًا والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى" (رو4:5ـ5)، ويقول قديس آخر: { إنسان لم يمر بتجربة هو غير مختبر وغير المختبر غير مستحق أبدًا للكلمة} فمن الضيقة نثمر الكثير ويكون لدينا نفسًا مختبرة وأكثر حكمة وأعمق فهمًا، وبهذا نتخلص من كل حيرة. لهذا يقول : " إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" أخبرنى كيف يتجدد؟ يُطرح الخوف خارجًا، تُخمد الشهوة الرديئة وتتلاشى محبة المال والمجد الباطل وكل الأفكار الأخرى الفاسدة. أما النفس التي لا تثمر ولا تعمل، فتسيطر عليها الشهوات بسهولة. هكذا فإن النفس التي تنشغل بالجهاد من أجل الفضيلة بلا انقطاع ليس لديها وقت للتفكير في هذه الشهوات ، حيث إن الاهتمام بالجهادات المستمرة يُبعد النفس عن كل هذه الشهوات. ولهذا قال " تتجدد يومًا فيومًا". ثم بعد ذلك يعزى أيضًا النفوس التي تتألم بسبب المتاعب المنتظرة ولا تعرف أن تتقبل هذه المتاعب بحكمة، فهو يوجه نظرهم للرجاء نحو الأبدية قائلاً : " لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدى ونحن ناظرين للأشياء التي لا تُرى ، لأن الأشياء التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية" (2كو17:4ـ18). وحديثه هذا يحمل المعنى الآتي: أن الضيقة تفيد أنفسنا جدًا وتجعلها أكثر حكمة وأشد وعيًا ثم تكون سببًا لنصيب عظيم من الصلاح في الدهر التي ليس كمقابل للأتعاب، لكن بالأكثر كمكافأة للجهاد الروحي الكثير والذي من كل القلب . |
|