![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يدهش الكثيرون لماذا غضب الرب على إسرائيل عندما ذبح ملك موآب ابنه للشيطان. هذا ما يحدثنا عنه القديس مار يعقوب السروجي في شيء من الاستفاضة، في ميمره عن: أليشع وملك موآب الذي ذبح ابنه على السور. vأخذتُ الكتاب، وإذ كنتُ اقرأ، فاجأني العجب من ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور. تركتُ القراءة، وتوقفتُ بعجبٍ عظيمٍ، ودخلتُ واجتهدتُ لأفهم بحبٍ صافٍ. ذبح الوثني ابنه على السور لإبليس الدنس، ومن قبل الله حلَّ الغضب على إسرائيل. لهذا أخذتني الحيرة لأتكلم عن عملٍ، خَفِيتْ علَّته على الكثيرين... ذبح لإبليس، وغلب الشعبَ العظيم... وسماع الموضوع يقلق الكثيرين. الآن عزمتُ أن أتكلم عنه إن وُجد حبٌّ في الأذن التي تسمع لكي تفهم. vفجأة أخذ ابنه البكر الذي يحبه، وأصعده مُحرَقة فوق السور أمام عيون الكثيرين. اشتد غضب الرب على الشعوب المحيطة به، واشتد الشرّ على العبرانيين والأدوميين. وصار فرج للملك الوثني بذبيحة ابنه، وتوقفت حرب الملوك التي كانت تُشَن عليه. وبذبيحة ابنه زالت عنه الخصومة الكبرى، وبدم بكره كسب في حرب الجبابرة... ولهذا فالاستفسار هو عظيم: كيف انتصر وثني بذبيحة دنسة أصعدها؟ الحرب هي حرب الرب، والذبيحة قُرِّبت لإبليس، كيف نصره الرب بذبيحة نجسة؟ لم يكن يقدر صنمُ الملك الذي ذبح له ابنه على السور أن ينتصر ولا أن ينهزم. الرب الذي في يديه الغلبة والهزيمة، ذبيحة الوثني لم تكن ذبيحته، بل كانت ذبيحة الأصنام. مكتوب: إن غضب الرب اشتد على إسرائيل، أما إبليس الذي قبل الذبيحة فلم يحقق الغلبة. لنستفسر الآن: لماذا نصر الرب ملكَ موآب، بينما ذبح بكره للصنم؟ رأى أن الوثني اتّكل على إلهه، فاشتد غضبه على شعبه إسرائيل. ذاك صدّق بأن صنمه الفاسد ينقذه، وشعب الرب كان متشككًا من خلاص الرب له. لهذا احتد غضبه على العبرانيين، لأنهم لا يحبونه، ولا يفتخرون به مثل الوثنيين. أحب الوثني إلهه الذي ليس إلهًا، حتى ذبح له بِكرَه. أنا الرب والإله والمُخَلِّص، لماذا لم تحبوني أيها العبرانيون كما أحب هو صنمه؟ أحب ملك موآب ذاك الذي هو لا شيء، كما لو كان شيئًا عظيمًا، وبمحبة عظمى ذبح له بِكرَه. وأنا الكائن والرب والعظيم، حسبني الشعب كلا شيء، وأبغضني. ولهذا أسحق من لم يحبوني، أمام هذا الوثني الذي فيه حبّ لإلهه. صدَّق هذا الوثني الكذبَ ولم يتشكك، ويُكذِّب شعبي الحقيقة، ويرتاب في الخلاص. هذا الوثني الذي لم يجد في إلهه قوة ولا عونًا ولا معجزة جبارة، ولا آيات ولا انتصارات بأي شكل من الأشكال، وثق فيه وذبح له ابنه، ولم يتشكك. إسرائيل الذي رأى قوتي وذراعي الرفيعة التي شقت البحر، وفجَّرت الصخرة، وحلَّت الماء، وأنزلت المنّ، وأصعدت السلوى، وأجزلت الخيرات، وفتحت النهر، وأسقطت الأسوار، وقهرت الملوك. في مصر القوّات، وعلى البحر المعجزات، وفي البرية المذهلات، وفي سيناء الرعدة، وفي كل مكان مآثر من كل نوعٍ. بعد هذه العظائم التي صنعتُها، شعبي مرتاب ومتراخي، ولا يصدقني بأنه سينتصر بي. ولهذا أسلمه أمام الخاسر، ليتعلم منه كيف يتكل على إلهه. ذاك يحب صنمه دون أن يختبره، وأنا جربني الشعب بالقوّات ولا يحبني. موسى علّمهم أن يحبوا إلههم، ولم يسمعوا له، والوثني وبَّخه بمحبته البالغة لصنمه. ذبح له بكره مع أنه لم يختبر مساعدته، وأنا احتقرني شعبي بينما مساعداتي كثيرة جدًا. لأجل هذا اشتد الغضب على إسرائيل، عندما ذبح الموآبي ابنه على السور لصنمه. لكي يخجل الشعب الذي لم يحب الرب سيده، مثل هذا الوثني الذي برهن على محبته بذبح ابنه. هؤلاء الملوك الثلاثة الذين حاربوا ذلك الوثني رأوا الأعجوبة التي صنعها أليشع. مستنقعات الماء للعطاش للشعب العظيم أنهار سريعة في صحوٍ بدون ضبابٍ. شربت هذه الجيوش ولم يُسبِّحوا، ورأوا الآية ولم يتحركوا ليشكروا بسبب الأعجوبة. ولهذا طُردوا بذبيحة الوثني، لأنه ربط اتكاله بإلهه بدون آية. رأوا في أليشع قوة موسى العظيم، الذي صلَّى وملأ الوادي بالماء وسقاهم. تفجرت السيول للجيوش في طريق أدوم، كتلك الصخرة التي ولدت المستنقعات في شونم. ولأنهم أنكروا مجد حدوث آية عظيمة، كانوا يُحتقرون بواسطة وثني لم يرَ آية وآمن. خسر الشقي، وخربت أرضه، وفنيَ شعبه، ورأى القوات التي صنعها رب بني يعقوب. وسمع أخبار القوات التي صنعها أليشع، ورأى بأم عينيه ذراع أدوناي السامية. اشتدت الحرب العظمى التي أحاطت به، وضعف بالخطر المحيق به من كل جهةٍ. لم يبتعد عن إلهه بسبب حدوث الأعجوبة، ولم يتشكك هذا الشقي، ويحتقر صنمه، لأنه خسر. ولم يترك إيمانه لأنهم غلبوه، ولم يظن بأن إلهه ليس إلهًا، لأنه لم يخلصه. وبعد كل هذا ذبح له بكره، وصدَّق بأنه يساعده، ولم يتشكك في الخلاص. رأى الرب وصعد غضبه على إسرائيل، لأنه لم يكن ثابتًا عند إلهه مثل الوثني. تلك الثقة التي في (الموآبي) بما ليس بشيءٍ، كان يطلبها الرب، لتصير لشعبه ويثق به... بذبيحة الوثني احتقرهم وهزمهم لأنهم لم يكونوا متكلين على الله مثله. القديس مار يعقوب السروجي |
|