![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() من يهوذا إلى داود 3 بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ. 4 وَثَامَارُ كَنَّتُهُ وَلَدَتْ لَهُ فَارَصَ وَزَارَحَ. كُلُّ بَنِي يَهُوذَا خَمْسَةٌ. 5 اِبْنَا فَارَصَ: حَصْرُونُ وَحَامُولُ. 6 وَبَنُو زَارَحَ: زِمْرِي وَأَيْثَانُ وَهَيْمَانُ وَكَلْكُولُ وَدَارَعُ. الْجَمِيعُ خَمْسَةٌ. 7 وَابْنُ كَرْمِي عَخَارُ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي خَانَ فِي الْحَرَامِ. 8 وَابْنُ أَيْثَانَ: عَزَرْيَا. 9 وَبَنُو حَصْرُونَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ: يَرْحَمْئِيلُ وَرَامُ وَكَلُوبَايُ. 10 وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا، 11 وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُوَ، وَسَلْمُو وَلَدَ بُوعَزَ، 12 وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، 13 وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ، وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي، وَشِمْعَى الثَّالِثَ، 14 وَنَثْنِئِيلَ الرَّابعَ، وَرَدَّايَ الْخَامِسَ، 15 وَأُوصَمَ السَّادِسَ، وَدَاوُدَ السَّابعَ. 16 وَأُخْتَاهُمْ صَرُويَةُ وَأَبِيجَايِلُ. وَبَنُو صَرُويَةَ: أَبْشَايُ وَيُوآبُ وَعَسَائِيلُ، ثَلاَثَةٌ. 17 وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا، وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ. بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ. [3] تمركز سفر أخبار الأيام الأول حول سبط يهوذا بالرغم من أن يهوذا هو الابن الرابع ليعقوب، ليسرع بالمؤمن إلى اللقاء مع داود النبي، ويتعرَّف في أخبار الأيام الثاني على بيت داود، خاصة الملوك سواء سليمان قبل الانقسام أو ابنه رحبعام وكل ملوك يهوذا بعد الانقسام حتى السقوط تحت السبي البابلي والرجوع إلى أورشليم. غاية هذين السفرين دخول كل نفسٍ إلى التمتُّع بابن داود، الكلمة المتجسد، الذي يُقِيم مملكته في قلب المؤمن الحقيقي. كان يهوذا هو المُتقدِّم على إخوته، لأن منه يخرج المسيا، إذ باركه أبوه، قائلاً: "لا يزول قضيب من يهوذا ومُشترِع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوبٍ" (تك 49: 10). مع هذا كله يكشف الكاتب عن يهوذا الذي احتل مركز البكورية، فيصير سبطه السبط الملكي القائد لإسرائيل، فقد ذكر الكتاب المقدس ضعفات يهوذا، منها الآتي: أ. تزوج فتاة كنعانية "بنت شوع" (تك 38: 1-3). لم يخفِ الكتاب المقدس هذه الحقيقة، بل كرَّرها في (1 أي 2: 3)، ليؤكد أن اختيار يهوذا كسبط ملكي يتجسد كلمة الله من نسله لا يقوم على برٍّ بشريٍ، ولا استحقاقٍ ذاتيٍ، إنما خلال نعمة الله العجيبة، حوَّل هذا التصرُّف الخاطئ للخير. فبزواجه بالكنعانية فتح باب الرجاء أمام الأمم مُعلِنًا أن الخلاص مُقَدَّم للجميع، لليهودي كما للأممي. بنت شوع: كلمة "شوع" اسم سامي، معناه "غنى"، وهو رجل كنعاني. ربما تزوجها يهوذا لأجل غنى والدها أو لجمالها. لكن الله بنعمته أعطاه أن يتجسد من نسله خالق السماء والأرض، مصدر الغنى الحقيقي والجمال. ب. أنجبت ابنة شوع ليهوذا أولاده الثلاثة: عير وأونان وشيلة. قيل عن ابنه البكر: "وكان عير بكر يهوذا شرّيرًا في عيني الربّ، فأماته". عير اسم عبري، معناه "حذّر". لم يذكر سفر التكوين ولا سفر أخبار الأيام الأول عن عير ما هي خطيته، إنما اكتفى بالقول إن الله سمح بموته مبكرًا، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب. غالبًا ما سمح الله بقتله في كنعان في سنٍ مبكرٍ لكثرة شروره. هذا هو بكر يهوذا من الكنعانية! لقد غطَّى التاريخ على شرِّ عير، لكن إذ أصرَّ عليه عير، ولم يُقدِّم عنه توبة بقي منقوشًا، يُعلَن في يوم الرب العظيم. هكذا يليق بنا ألا نهتم أن نتستَّر على شرورنا، بل أن نغسلها بدم الحَمَلِ خلال التوبة الصادقة، والرجوع إلى حضن الله المفتوح لكل إنسانٍ مهما بلغ شرّه. ج. إذ مات عير دون أن يكون له ابن، تزوج أخوه أونان ثامار أرملة أخيه لينجب ابنًا يُنسب لأخيه الميت، فمات أونان دون أن ينجب. خشي يهوذا على ابنه الثالث شيلة أن يتزوجها فيموت (تك 38: 6-11). لجأت ثامار إلى حيلة لتنجب ابنًا، فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطَّت ببرقع وتخفت، فظنها يهوذا زانية، وطلب أن يدخل عليها. وحين حملت أمر بحرقها، فكشفت له أن مَنْ ببطنها منه. دخل يهوذا عليها حاسبًا إنها زانية، ولم يخجل أن يسأل عن الزانية بين كثيرين، وحين اكتشف أن ثامار حبلى طلب حرقها! اعترف يهوذا هذا بأن ثامار امرأة ابنه عير الشرير أبرَّ منه. هذا هو يهوذا الذي صار فيما بعد سبطه السبط الملوكي. اختيار الرب أن يتأنس من هذا السبط الذي على رأسه يهوذا، ويصير في نسبه ثامار أرملة عير الشرير يؤكد لنا مجيئه من أجل الخطاة وكل الأمم، فيفتح أبواب السماء أمام كل إنسان يلتصق به، مهما كان ماضيه أو نسبه أو جنسيته، إنه مُحِبٌ لكل البشرية. بالرغم من أن رأوبين هو الابن البكر ليعقوب، إلا أن سلسلة الأنساب هنا بدأت بيهوذا مع أنه رابع أبناء يعقوب، وذلك لأن سبط يهوذا تميَّز بأنه السبط الملوكي، وجاء السيد المسيح، الكلمة المتجسد من نسله (تك 38: 2-10، 13-30). تخرج فيه داود الملك، ومنه القديسة مريم التي تجسد في أحشائها ملك الملوك. إن كان سبط يهوذا قد احتل مركز الصدارة، غير أن الرب أمات بكر يهوذا "عير"، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب. خطية رأوبين البشعة، والتي لم يذكر الكتاب عنه أنه قدم عنها توبة كلفته الكثير: 1. فقدان امتيازاته كبكرٍ. 2. فقدان إمكانية أن يأتي المسيَّا من نسله. 3. فقدان حياته. صار اسمه وصمة عارٍ في سِجِلِّ عشيرته. يقول المرتل: "لأن عاملي الشر يُقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض" (مز 37: 9). v هؤلاء (الأشرار) ألسنتهم حسب شهادة المُرَتِّل سيف ماض، وأسنانهم أسنّة وسهام (مز 57: 4). ولكن الأمر العجيب أنهم بينما يهاجمون الآخرين لا يضرونهم، إنما يتمزَّقون هم أنفسهم بألسنّتهم، لأنهم يحملون في داخلهم الغضب والحنق والحسد والخداع والكراهية والمرارة... وبالرغم من أنهم يعجزون عن أن يضروا الغير، إذ بها ترتد على أنفسهم هم أولاً وضدهم، وذلك كما يُصلِّي المرتل، قائلاً: "سيفهم يدخل في قلبهم" [15]. وهناك أيضًا عن مثل هذا "الشرير... بحبال خطيته يُمسَك" (أم 5: 22). البابا أثناسيوس الرسولي يبدو لي أن داود الذي من نسل يهوذا اختير ليأتي من نسله كلمة الله المتجسد، للأسباب التالية: 1. من أجل نقاوة قلبه، فقد شهد الله نفسه عنه أنه حسب قلب الله(أع 13: 22). 2. لأنه سما إلى وصية العهد الجديد وهو بعد في ظِلِّ الناموس، فأحبَّ شاول الذي حمل عداوة مُرَّة من نحوه، وحاول بكل قدراته وإمكانياته أن يقتله. 3. لم ينشغل باستلام العرش بالرغم من وعد الله له به وهو بعد صبي صغير، بل ما كان يشغله الملكوت السماوي. 4. كان رجل التسبيح الأول حتى في وسط ضيقاته. 5. لأنه في مواقف كثيرة كان رمزًا للسيد المسيح كما سنرى في مُلحَق الأصحاح العاشر. 6. مع كل سقوط في خطية كان يُعَوِّم كل ليلة سريره بدموعه. 7. كرَّس غيرته وطاقاته لإعداد المواد والتنظيمات لبناء بيت الرب بالرغم من رفض الرب طلبه أن يبنيه، ووهبه أن يقوم ابنه بهذه المهمة. فمن أجل داود الذي كان في صُلْبِ جده يهوذا اختير هذا السبط ليكون له هذا الامتياز. إن كان لسبط يهوذا أخطاؤه، وأيضًا لداود نفسه، فإن هذا لم يحرم داود من شهادة الله نفسه عنه. لهذا لا نعجب إن قيل عن السيد المسيح إنه ابن داود، بالرغم من أخطائه، بل وصار هذا لقبه حتى يومنا هذا، ولم يحمل السيد لقب ابن يهوذا أو ابن إبراهيم. يا للعجب لمحبة الله، فإن بركة نقاوة قلب داود ودموع توبته الصادقة، كان لها فاعليتها على أجداده حتى يهوذا بن يعقوب وسبطه، وامتدت إلى نسله كما سنرى في دراستنا لأخبار الأيام الثاني! v يندهش البعض لأن متَّى استحسن أن يذكر ضمن نسب السيد المسيح اسم "ثامار" هذه التي تبدو كزانية، وراعوث، وتلك التي كانت لأوريا وتزوجها داود بعدما قتل زوجها، ولم يذكر أسماء النسوة القدِّيسات أمثال سارة ورفقة وراحيل... فإذ كان متَّى يُعلِن عن الرب المولود بالجسد، الذي صار خطية لأجل الجميع، والذي تعرَّض للإهانات والصلب، فقد اعتقد أنه لا يليق أن يظهره أنه يدفع عن نفسه الإهانة بأن يكون من بين أجداده خطاة... هكذا أيضًا لا تخجل الكنيسة أن تُختَار من بين الخطاة! القديس أمبروسيوس شيلة: اسم عبراني، معناه "طلب"، وكان ثالث أولاد يهوذا (1 أي 2: 3). وَثَامَارُ كَنَّتُهُ وَلَدَتْ لَهُ فَارَصَ وَزَارَحَ. كُلُّ بَنِي يَهُوذَا خَمْسَةٌ. [4] ثامار[5]: سبق لنا الحديث عنها في التعليق على الآية السابقة، ورأينا أنها إذ كانت تشتهي ككل سيدةٍ عبرانيةٍ أن تنجب ابنًا، حتى وإن كان من حماها، لأنها اشتهت أن يأتي من نسلها المسيا المُخَلِّص، وحقَّق لها الله طلبها. لقد قبلت أن تُعَرِّض حياتها للخطر، فخلعت ثياب ترملها، وارتدت برقعًا على وجهها، ولم تخجل من أن تظهر كزانيةٍ، ليس من أجل شهوة الجسد، إنما من أجل الإنجاب. فقد التصقت بحميها، وهو رجل قد كبر في السن... وتظهر طهارتها أنها إذ كشفت الأمر، لم تطلب بعد الزواج بأخي رجلها، إنما عاشت مع حميها، وقد قيل: "لم يعد يعرفها أيضًا" (تك 38: 26). من أجل إيمانها اشتهت أن تنجب، أما يهوذا ففي كبر سنه ارتكب الزنا... لذا يقول: "هي أبرّ مني" (تك 38: 26). وقد صارت ثامار مثلاً حيًا يمنعنا من الإدانة مهما كانت علامات الخطية تبدو واضحة وملموسة. وقد علَّق القديس أمبروسيوس كثيرًا على هذه العبارة "هي أبرّ مني" في حديثه عن التوبة، سائلاً كل إنسانٍ – حتى الأسقف – ألا يدين أحدًا، بل يترفق ويحنو على الخطاة، فمن كلماته: v يا رب هب لي أن تكون سقطات كل إنسان أمامي، حتى أحتملها معه، ولا أنتهره في كبرياء، بل أحزن وأبكي، ففي بكائي من أجل الآخرين أبكي على نفسي، قائلاً: "هي أبرّ مني". لنفرض أن فتاة قد سقطت، إذ خدعتها وجرفتها ظروف مثيرة للخطايا، حسنًا! ونحن الأكبر سنًا قد نسقط أيضًا! نحن أيضًا فينا ناموس الجسد يحارب ناموس أذهاننا، ويجعلنا أسرى للخطية، حتى أننا نفعل ما لا نريده (رو 7: 23). قد يكون صباها عذرًا لها، لكن ما هو عذري أنا؟! إنه يجب عليها أن تتعلَّم، أما أنا فيلزمني أن أعلم أنها "هي أبرّ مني"... ليتنا إذن لا نخجل من أن نعترف بأن خطأنا أبشع من خطأ مَنْ نرى أنه مستوجب الانتهار، لأن هذا هو ما صنعه يهوذا الذي وبَّخ ثامار، فإذ تذكَّر خطيته قال: "هي أبرّ مني"... لقد اتَّهم نفسه قبل أن يتهمه الآخرون. القديس أمبروسيوس كانت ثامار رمزًا لجماعة الأمم التي صارت كنيسةً مقدسةً للرب، هذه التي كانت قبلاً بلا ثمر كثامار، أشبه بأرملة مهجورة ليس من يسندها ولا من يُعِينها. لم يتزوجها وليها الأول شيلة، بل التصقت بالولي الثاني يهوذا... هكذا لم تلتصق جماعة الأمم بالوليّ الأول أي بالناموس الموسوي ولا التزمت بالختان والتهود إنما التصقت بالوليّ الثاني أي يهوذا الحقيقي، ربنا يسوع المسيح الخارج من سبط يهوذا. والعجيب أن تصرُّفات ثامار كما وردت في التكوين أصحاح 38، حملت الكثير من الرموز التي تطابق ما تمتَّعت به كنيسة الأمم نذكر منها: أ. خلعت ثامار ثياب ترملها، لكي تلتصق بيهوذا (تك 38: 14)، وهكذا خلعت الأمم ثياب الإنسان القديم لتلبس الإنسان الجديد الذي يليق باتحادها مع العريس الأبدي، بل صار السيد المسيح نفسه ثوبها الجديد. ب. غطت ثامار وجهها ببرقعٍ (تك 38: 15)، والأمم إذ قبلوا الإيمان يعيشون هنا كما في لغزٍ، حتى يلتقوا بالعريس وجهًا لوجه، فيروه في كمال مجده وعظمة بهائه، ويتعرَّفوا على سمو أسراره الفائقة. ج. جلست ثامار في مدخل عينايم (تك 38: 14)، أي مدخل ينبوعين، وكأنها بكنيسة الأمم التي لم تنعم بينبوع العهد القديم وحده بل وأيضًا بينبوع العهد الجديد معه. د. تمتَّعت ثامار بخاتم يهوذا وعصابته وعصاه (تك 38: 18)، أي بخاتم البنوة لله والإكليل السماوي مع خشبة الصليب المحيية. هـ. ظهرت علامات الحمل بعد ثلاثة شهور (تك 38: 24)، وكأنها بكنيسة الأمم التي حملت ثمارًا روحية، خلال إيمانها بالثالوث القدوس (3 أشهر) وتَمَتُّعها بالحياة المُقامة في المسيح يسوع الذي قام في اليوم الثالث. v اشتاقت (ثامار) أن يكون لها أبناء من حماها عندما رأت أن حماتها قد ماتت... لم يكن ذلك لعدم طهارتها، حاشا! إنما لتتجنَّب أن تبقى بدون ذكرى. في الواقع، ما حدث كان بخطة إلهية، وكانت النتيجة أن خطّتها قد تحققت... ليت من يسمع هذا لا يلوم ثامار. كما قلتُ قبلاً، كانت تُتَمِّم الخطة الإلهية، فلا يُلقَى عليها لوم، ولا أعلن يهوذا أي اتهام ضدها. أقصد أنكم تلاحظون هنا أن نسب المسيح يحمل ابنيها. فإنه على وجه الخصوص كان الطفلان المولودان له يرمزان إلى الشعبيْن، يُمَثِّلان الحياة اليهودية والحياة الروحية. القديس يوحنا الذهبي الفم بينما كانت تطلب ثامار هذا من الله، خرج يهوذا ورآها. صلاة ثامار جعلته يميل على غير العادة، ويذهب إلى زانية. وإذ رأته وضعت حجابًا، لأنها كانت خائفة. وبعد الكلمة الخاصة بوجود علامة كما سألت، عرفت أن الله قد سُرَّ بما فعلته. بعد ذلك كشفت عن وجهها بدون خوفٍ، بل وطلبت مكافأة من سيد المكافأة]. القديس مار أفرام السرياني الله بنعمته جعل من ثامار سلفًا لداود، وبالتالي ليسوع المسيح (مت 1: 3). فارص وزارح: جاء السيد المسيح من نسل فارص الذي ولدته ثامار، وقد اقتحم فارص أخاه زارح وهو بعد في أحشاء أمه لينزع عنه البكورية (تك 38: 27-30). عند ولادتهما، أخرج زارح يده فربطت القابلة يده بخيط قرمزي أحمر، لكنه أدخل يده ليخرج فارص أولاً وبعده زارح. يرى بعض الآباء في زارح رمزًا للشعب اليهودي الذي كان يجب أن يكون البكر، وقد مدَّ يده واستلم الشريعة التي تركَّزت حول الذبيحة (الدم القرمزي)، لكن خلال عدم الإيمان خرج فارص مُمَثِّلاً الأمم الذين صارت لهم باكورية الروح عوض زارح (اليهود). اِبْنَا فَارَصَ حَصْرُونُ وَحَامُولُ. [5] إذ مات ابنا يهوذا الأول والثاني دون أن يُنْجِبا، وذُكِرَت أنساب الثالث في 4: 21-23، لهذا اكتفى هنا بهذين الابنين، كما جاء في (تك 46: 12؛ عد 26: 21). حصرون: اسم عبري، معناه "حصار، حظيرة". وهو ابن فارص البكر، ومؤسس أسرة في يهوذا (1 أي 2: 5). من قائمة أحفاد يهوذا [5-6] أُعطي الاهتمام لحصرون، وجاء ابنه الثالث كالب، وقد أُعطي له اهتمام خاص [18-20، 42-55]، وقد نال الابن الثاني لحصرون المكان الأول، لأنه من نسله جاءت أسرة داود (1 أخ 2: 10-17). حامول: اسم عبري، معناه "محمول، يُرثى له، يبقى" وهو الابن الأصغر لفارص، ومُؤسِّس أسرة في يهوذا (1 أي 2: 5). وَبَنُو زَارَحَ: زِمْرِي وَأَيْثَانُ وَهَيْمَانُ وَكَلْكُولُ وَدَارَعُ. الْجَمِيعُ خَمْسَةٌ. [6] "وبنو زارح زمري...": جاء في (يش 7: 1) "زبدي". وفي (1 مل 4: 31). وقيل عن سليمان: "وكان أحكم من جميع الناس من إيثان وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول" (1 مل 4: 31). يرى البعض أن زارح هو جدّهم الأعلى وليس أباهم. دُعي هؤلاء الخمسة بني ماحول Mahol (1 مل 4: 31)، حيث أشير إليهم بشهرتهم بالحكمة، الأمر الذي لم يفقهم فيه أحد سوى سليمان. وإذ وجدت كلمة ماحول بين الآلات الموسيقية (مز 149: 3؛ 150: 4)، وتستخدم أيضًا للرقص، لذلك يرى البعض أن هؤلاء الحكماء هم "بنو الموسيقى". تتجلّى حكمتهم في وضع التسابيح[10]. إيثان وهيمان: صارا واضعي مزامير مُوحَى بها (مز 88-89). وهما غير الموسيقيين الذين أقامهم داود "هيمان وآساف وإيثان" (1 أي 15: 19)، الذين كانوا من سبط لاوي لا من سبط يهوذا (1 أي 6: 33-44). وَابْنُ كَرْمِي عَخَار مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي خَانَ فِي الْحَرَامِ. [7] كرمي أيضًا من بني زارح. يظهر من (يش 7: 1) أن كرمي هو ابن زبدي أو زمري، وعخار هو عاخان الذي كدَّر إسرائيل. اسمه بالعبرية معناه "المكدِّر" أو "كارثة". وردت قصة خيانته في (يش 7). قيل: "وخان بنو إسرائيل خيانة في الحرام، فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا من الحرام، فحمى غضب الرب على بني إسرائيل" (يش 7: 1). لقد أخفى من الغنيمة ما اشتهاه وكان مُحَرَّمًا: "رأيت في الغنيمة رداءً شنعاريًا ومئتي شاقل ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها، وها هي مطمورة في الأرض في وسط خيمتي والفضة تحتها" (يش 7: 21). يليق بنا أن نحذر لئلا يتسلل العدو إلينا خلال الصغائر. يقول القديس مرقس الناسك: [يُقَدِّم لنا الشيطان خطايا صغيرة تبدو كأنها تافهة في أعيننا، لأنه بغير هذا لا يقدر أن يقودنا إلى الخطايا العظيمة.] أخطأ عخان، فإذا بغضب الرب يسقط على كل الشعب. يقول العلامة أوريجينوس، مُعَلِّقًا على لسان الذهب المسروق: [يليق بنا ألا نهمل هذه العبارة، فإنه إذ يرتكب شخص واحد خطية، يُجلب الغضب على الشعب كله. كيف تحدث هذه الكارثة؟ عندما يُريد الكهنة - مدبرو الشعب - أن يظهروا متسامحين مع الخطاة، لأنهم يخشون لسانهم لئلا يثور ضدهم، ناسين الحزم اللائق بكهنوتهم. إنهم بهذا يرفضون تنفيذ ما هو مكتوب: "الذين يخطئون وبِّخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف" (1 تي 5: 20)، وأيضًا: "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1 كو 5: 13). هؤلاء الكهنة غير مُلْتَهِبين بغيرة الرب، ولا يتمثَّلون بالرسول الذي يأمر: "أن يُسَلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تَخْلُصَ الروح" (1 كو 5: 5). إنهم يسلكون بغير مبالاة لنصائح الإنجيل من جهة الخطاة. عندما نرى خاطئًا فلنذهب إليه بمفردنا، ثم نُحَدِّثه على فم شاهديْن أو ثلاثة، أما إن استهتر حتى بعد لوم الكنيسة له ولم يتب فليُفرَز من الكنيسة ويُحسَب كالوثني والعشار (مت 18: 5).] v عظيم هو العقاب الذي حلَّ بهم (بسبب عاخان)، لكن عقابًا أعظم سيحلُّ بنا إن لم نرجع إلى رُشْدِنا بتطلعنا إلى مصيرهم. القديس يوحنا الذهبي الفم عزريا: اسم عبري، معناه "من أعانه يهوه"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم: 1. ابن إيثان، من بني زارح من بني يهوذا (1 أي 2: 8). 2. ابن ياهو بن عوبيد من بني يرحمئيل (1 أي 2: 38-39). وَبَنُو حَصْرُونَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ: يَرْحَمْئِيلُ وَرَامُ وَكَلُوبَايُ. [9] ما ورد في الأعداد 8-10 هنا مُقتبَس من (راعوث 4: 19-22). يرحمئيل: اسم عبري، معناه "الله يرحم"، وهو ابن حصرون بن فارص بن يهوذا (1 أي 2: 4-9، 25، 26، 33، 42). رام: اسم عبري، معناه "مُرتفِع، سام". يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم: 1. رجل من نسل يهوذا ومن أولاد حصرون (1 أي 2: 9-10). 2. رجل من نسل يهوذا ومن أولاد يرحمئيل (1 أي 2: 25، 27). كلوباي: ابن حصرون وهو كالب (1 أي 2: 9، 18، 42). وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا، [10] هذه القائمة بالتأكيد غير كاملة، فبين رام بن حصرون ونحشون بن عمينادات توجد ثلاثة أجيال. فنحشون بن عميناداب كان رأس سبط يهوذا في البرية في أيام موسى النبي (خر 6: 23؛ عد 1: 7؛ 2: 3)، وابنه سلمو تزوج راحاب الزانية بعد سقوط أريحا (مت 1: 5). وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُو وَسَلْمُو وَلَدَ بُوعَزَ، [11] أيضًا توجد ثلاثة أجيال أخرى ساقطة قبل البلوغ إلى بوعز زوج راعوث، جد يسّى والد داود. سلمو [11] وهو سلمون(را 4: 20). بوعز: اتَّسم بالبساطة مع الحكمة، عندما اكتشف حقيقة راعوث الموآبية، الأرملة الفقيرة الغريبة الجنس، وتمسُّكها بالله الحيِّ، وأمانتها مع حماتها. أخذ خطوات عملية إيجابية. إذ احتضن راعوث مع أنها موآبية، فتأهَّل أن يأتي من نسلهما داود الملك ويسوع (المسيح) ابن داود مُخَلِّص العالم (راجع سفر راعوث). وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، [12] عوبيد: اسم عبري، معناه "عبد"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم: 1. ابن راعوث وبوعز، وهو أبو يسّى أبو داود (1 أي 2: 12). في أنساب يهوذا أعطى اهتمامًا خاصًا بوالد داود، يسّى [10-12]، وبعد ذلك أنساله [13-15]. 2. ابن أفلال، من نسل شيشان، من بني يهوذا (1 أي 2: 37). يسّى: اسم عبري، ربما كان معناه "رجل"، وهو ابن عوبيد وأبو داود وحفيد راعوث وبوعز، وأب سبعة بنين لهم نسل (1 أي 2: 15) والثامن مات دون أن يكون له نسل، وكان له ابنتان من زوجة غير أم داود (1 أي 2: 16). وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي وَشَمْعَى الثَّالِثَ [13] ألياب: اسم عبري معناه "الله أب". أبيناداب: اسم عبري، معناه "الأب كريم أو منتدب". شمعي: (بفتح العين) اسم عبري، معناه "الله يسمع"، و(بكسر العين) اسم عبري، معناه "يهوه ليسمع". وَنَثْنِئِيلَ الرَّابِعَ وَرَدَّايَ الْخَامِسَ [14] نثنئيل: اسم عبري، معناه "قد أعطى الله"، وهو الابن الرابع ليسّى، أي أخو داود (1 أي 2: 2: 14). ردَّاي: اسم عبري، ربما كان معناه "يهوه أخضع"، وهو أخ داود خامس أبناء يسّى (1 أي 2: 14). وَأُوصَمَ السَّادِسَ وَدَاوُدَ السَّابِعَ. [15] أوصم: اسم عبري، ويحتمل أن معناه "غضبان"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم: 1. ابن يسّى وأخو داود من سبط يهوذا (1 أي 2: 15). 2. ابن يرحميئيل في سبط يهوذا (1 أي 2: 25). داود: مع أنه أصغر أبناء يسّى، غير أنه اختير من قِبل الله لكي يبدأ بالخط الملوكي عَبْر الأجيال حتى بلغ الذروة بمجيء ابن داود. ولعله من أشهر شخصيات العهد القديم، كان رجال الإيمان يترقَّبون مجيء المسيّا ابن داود. داود الملك والنبي مثل رائع في نقاوة القلب والحُبِّ المقدس، والتواضع مع الشجاعة، وحبّه للتسبيح، والاتكال على الله، وغيرته على مجد الله، وحبّه وإخلاصه لشعب الله، وشوقه لبناء الهيكل. له سقطاته المُرَّة، لكن مع كل سقوط يقوم بروح التوبة الصادقة في تسليمٍ كاملٍ لتأديبات الرب له. هذا رفعه في عينيّ الله، فجاء يسوع (المسيح) من نسله، وصار مثلاً عظيمًا للتوبة (أع 13: 22؛ 1 مل 16 الخ؛ 1 أي 19 الخ). في صموئيل الأول ذُكِرَ أن يسّى له ثمانية أبناء (1 صم 16: 6-11)، أما هنا فذكر سبعة فقط، ذلك لأن الثامن مات دون أن يتزوج أو تزوج ولم يُنجِب طفلاً، ولهذا لم يعد يُحسَب في الأنساب، ولا يُعرَف اسمه. وَأُخْتَاهُمْ صَرُويَةُ وَأَبِيجَايِلُ. وَبَنُو صَرُويَةَ أَبْشَايُ وَيُوآبُ وَعَسَائِيلُ ثَلاَثَةٌ. [16] صروية وأبيجايل: اهتمت سلسلة الأنساب ليس فقط بداود الملك، وإنما حتى بأختيه. صروية اسم عبري، غالبًا معناه "المعطر بالميعة"؛ وأبيجايل اسم عبري، معناه "أبي فرح". هما أختان بنتا ناحاش (2 صم 17: 25)، وهو اسم آخر ليسّى، أو هو اسم امرأة يسّى، أو بعد موت ناحاش أخذ يسّى أرملته فولدت له داود وإخوته، فكانت صروية وأبيجايل أختيهم لأُمّهم وليس لأبيهم. أبيشاي أو أبشاي: هو وأخواه يوآب وعسائيل من ضمن أبطال خالهم داود البارزين. كان شجاعًا، شديد الاندفاع. أنقذ حياة داود، قتل برمحه ثلاثمائة رجلٍ دفعة واحدة (راجع 2 صم 23: 18-23). أشار على خاله بقتل شاول الملك وهو نائم ليلاً، فقال له: "لا تُهلكه، فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرَّأ؟" (1 صم 26: 9). اتَّسم بأمانته وإخلاصه لداود. رافقه عند حروبه من وجه أبشالوم. عندما سبَّ شمعي بن جيرا من بيت شاول، أراد أبيشاي أن يقتله في الحال، لكن داود منعه (2 صم 16: 5-14). يوآب: اسم عبري، معناه "يهوه أب" وهو: بكر أولاد صروية أخت داود ورئيس جيشه. كان مُخَطِّطًا بارعًا ومُحارِبًا شجاعًا، ساعد في مصالحة داود مع ابنه أبشالوم. لكنه كان مُنتقِّمًا عنيدًا، نفَّذ خطة داود لقتل أوريّا الحثِّي، كما قتل أبشالوم بالرغم من أوامر داود بعدم قتله، وتآمر مع أدونيّا ضد داود وسليمان. انتقم لمقتل أخيه، فقتل أبنير. عسائيل: اسم عبري، معناه "الله عمل" وهو ابن صروية (أخت داود) وأخو يوآب وأبيشاي. اشتهر بالسرعة، إذ كان خفيف الرجلين كظبي البرية. وكان أحد الأبطال في جيش داود. اشترك في معركة جبعون، حيث لاحق عدوه أبنير وأراد قتله، إلا أن أبنير هو الذي قتله، وكان ذلك قبل أن يتولَّى داود المُلْكَ (1 أي 2: 16). وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا، وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ. [17] عماسا: اسم عبري اختصار لاسم عماساي، وهو ابن يثر الإسماعيلي وأبيجايل أخت داود وابن عم يوآب (1 أي 2: 17). يثر الإسماعيلي[14]: يثر اسم عبري، معناه "فضل". جاء في (2 صم 17: 25) أنه "يثرا الإسرائيلي"، وفي الترجمة السبعينية "يثرا اليزرعيلي". فهل هو إسرائيلي أم إسماعيلي؟ يُقَدِّم لنا التلمود رأيين: الأول: نادى به ر. صموئيل بار ناخمامي R. Smuel bar-Nachmami أن يثر كان إسماعيلي بالميلاد، ودخل في الإيمان اليهودي، فصار إسرائيليًا كدخيلٍ. الثاني: أن يثر والد عماسا كان إسرائيليًا، وقد دُعِي يثر الإسماعيلي، لأنه عاش في أرض إسماعيل. وذلك مثل عوبيد أدوم فقد دعي الجتي (2 صم 6: 11). يُقَدِّم داود كيمشي David Kimchi اقتراحًا أن الإسرائيليين في أرض إسماعيل كانوا يدعون يثر الإسرائيلي من أجل جنسيته، وأما في إسرائيل فكانوا يدعونه الإسماعيلي من أجل إقامته في أرض إسماعيل. |
|