* ماذا تظنون؟ هل يناقض الرسول نفسه فإنه وهو يقول إن البشر يصيرون متعلمين بعمل الروح القدس، يقدم توجيهات كيف وما يجب أن يعلموا؟ أم يلزمنا أن نفهم أنه وإن كان من واجب البشر أن يعلموا ولا يتوقف المعلمون (عن التعليم) عندما يعطي الروح القدس، فإنه ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله الذي ينمي (1 كو 3: 7). لهذا وإن كان القديسون معينين لنا والملائكة القديسون يساعدوننا، لكن لا يتعلم أحد الأمور الخاصة بالحياة مع الله باستقامة ما لم يكن الله نفسه مستعدًا أن يُعلم. هذا الإله الذي يوجه إليه في المزمور القول: "علمني إرادتك، فأنت هو إلهي" (مز 143: 10).
* يليق بنا أن نسرع بالأكثر لنرى عمل الله أكثر من عملنا نحن. فإننا إن خدمنا بأية صورة نكون مدينين له (بهذا العمل) لا للبشر. لهذا يقول الرسول: "ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله الذي ينمي".
* إذ لا يمكن للرسل أن يحققوا شيئًا إن لم يقدم الله النمو، فكم يكون الأمر بالنسبة لكم ولي أو لأي شخصٍ في أيامنا الذي يتباهى بأنه معلم.
القديس أغسطينوس