![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السامرية للمتنيح الانبا اثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا تغير الصورة في إنجيل يوحنا (يو٤: ٣) في الإصحاح الأول الآية ٤٣ توجه الرب إلى الجليل وفي الإصحاح الثاني آية ١٣ عاد إلى أورشليم، وفي الإصحاح الرابع آیه ۳ توجه إلى الجليل فوصلها في الآية ٤٣. وفي بداية الخامس عاد إلي اورشليم، وفي بداية السادس عاد إلى الجليل وفي السابع عاد إلى اليهودية وظل هناك إلى ما بعد القيامة (يو٧: ١٠)،(يو ٢١: ١) فما سبب هذا التنقل السريع؟. لم تكن هذه سلسلة الحوادث. وليس إنجيل يوحنا متجاهلاً للتاريخ. وإنما هو يكتب – كما أسلفنا – في نهاية القرن الأول والأناجيل في يد الناس والحوادث معروفة. وهدفه هو العرض للناحية اللاهوتية في القصة. ولذا أهتم كثيراً بالخدمة في اليهودية، وإختار من الحوادث ما أغفله غيره من الأناجيل وما يخدم غرضه. الرب في السامرة: (يو٤:٤-٤٢) في طريقه من أورشليم إلى الجليل اجتاز السامرة ومرَّ على مدينة سوخار واسم المنطقة أصلاً شكيم. وفيها بئر شرب منها يعقوب أبو الأسباط هو وبنوه في طريق عودتهم من عند لابان خاله (تك۱۸: ٢٠-٣٣ ) & (تك ٣٤: ٢٨). وهناك قطعة أرض وهبها يعقوب ليوسف ابنه (تك٤٨: ٢٢). وهناك دفن الشعب عظام يوسف التي حملوها معم من مصر (يش ٢٤: ٣٢) وكانت شکیم إحدى مدن الملجأ الستة التي عينها يشوع ليلجأ اليها القاتل (یش٢٠: ٧) واسمها الآن نابلس ويحيط بها من الشمال جبال عيبال ومن الجنوب جبل جرزيم ويدعى جبل البركة (تث ١١: ٢٩؛ ٢٧: ١٢، ١٣ ) (يش٨: ٣٣-٣٥) وكان بئر يعقوب عند سفح هذا الجبل. ويقال أنه الجبل الذي اختاره الرب لإبراهيم لتقديم ذبيحة اسحق عليه، وفي شكيم أقام يعقوب مذبحاً (تك٣٣: ۲۰) وفي أيام الاسكندر الأكبر كان لرئيس كهنة اليهود المدعو يادوا أخ اسمه منسى تزوج بابنة سنبلط أحد كبار السامريين فطرده الكهنة من الكهنوت. فقام سنبلط والسامريون وبنوا له هيكلاً على جبل جرزيم أزاد إرتباط السامريين بأرضهم دون أورشليم، وإلى جبل جرزيم أشارت المرأة السامرية والرب يسوع في حديثهما (يو٤: ٢٠-۲۱) .. تقول بعض التقاليد أن المرأة كان اسمها فوتينا. كان السيد قد درب تلاميذه على ألا يقيموا العداء بينهم وغيرهم لذلك لما وصلوا إلى مدينة سوخار، دخلوها ليشتروا منها طعاماً (يو٤: ٨) ولم يقولوا أنها مدينة للسامريين كما أن الرب لم يقل ذلك، بل تحدث إلى المرأة وإلى أهلها. بادأها السيد بالحديث، فكانت نافرة من الحديث في بداية الأمر ثم اندمجت في الحديث تدريجياً منجذبة إلى نعمة الرب حتى ذهبت وبشرت أهل المدينة بالمسيا. الماء الحي: (يو٤: ۱۰- ۱۱) قصد السيد بالماء الحي ماء الحياة أو نعمته التي ينالها المؤمنون. أما المرأة فظنته يقصد ماءً جارياً من نبع أو مجرى لأن اليهود كانوا يسمون ماء الآبار ماءً ميتاً وأما الماء الجاري فسموه حياً. وهذا ما قصدته المرأة: من أين لك الماء الحي؟. أما هو فقال لها أانه يقصد ماءً روحياً من يشرب منه لا يعطش إلى الأبد. وقد قال ذات الكلام للجموع “اِعمَلوا لا للطَّعامِ البائدِ، بل للطَّعامِ الباقي…. أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَشُ أبدًا” (يو٦: ٢٧-٣٥) و “مَنْ آمَنَ بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيٍّ” (یو٧: ۳۸). يسمى الناس بعضهم بعضاً خطاة ويشمئز من يشعر منهم بالبر من غیره بدافع من كبريائه الخاص وبدعوى أن غيره شرير. أما الرب فلیس هكذا، بل عمله هو السعي وراء الخطاة وفرحه في خلاصهم. وإذ أنه القدوس، فجميع الناس خطاة أمامه ولولا رحمته لهلكنا جميعاً، فهو يسعى لخلاص الجميع، ولايشمئز من أحد، وهو صاحب الفضل في كل حال “نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلاً” (١يو٤: ١٩). ثم أنه دائماً يشجعنا، وفي تشجيعه لنا يقوي الخير القليل الذي فينا، ولا يعاملنا كالناس الذين ينظرون إلى ضعف غيرهم فيیئسوهم ويطفئوا أي خير فيهم، وقد عمل هذا مع المرأة السامرية، لعل رجلاً ما من الناس لم يحدثها عن فضائلها قبل الرب يسوع، أما يسوع فيقول أنها تكلمت بالصدق، وظل يحادثها حتى انتعشت روحها وامتلأت إیماناً وشجاعة وذهبت وأخبرت الناس عنه. وفي حديثه معها تعرض لموضوع اختيار الأمة اليهودية: أن الخلاص هو من اليهود. أن اليهود – في ذلك الوقت- يعرفون الله ويسجدون لما يعلمون بخلاف الأمم الأخرى. أنه قد أتت الساعة التي فيها يقدم الخلاص لجميع الأمم “تأتي ساعَةٌ، وهي الآنَ، حينَ السّاجِدونَ الحَقيقيّونَ يَسجُدونَ للآبِ بالرّوحِ والحَقِّ” (يو٤: ٢٣). أنه هو المسيا، الذي يعطي الخلاص للجميع . قد يطلب السيد منا خدمة ولو بسيطة مثل “أعطيني لأشرب” ليس لاحتياجه ولكن لأن في أدائها بركة لنفوسنا. وقد يمدحنا على عمل قمنا به، فليس لنا أن نفتخر، لأنه مدحنا لكي يرفع عنا اليأس ويدفعنا نحو خدمة أكثر. وقد يستخدمنا لعمل ما، فلا نظن أننا أحتكرناه مثلما ظن اليهود انهم احتكروا الإيمان، ففقدوه “لأنَّهُمْ إذ كانوا يَجهَلونَ بِرَّ اللهِ، ويَطلُبونَ أنْ يُثبِتوا بِرَّ أنفُسِهِمْ لم يُخضَعوا لبِرِّ اللهِ” (رو٣:۱۰). اننا حين نخدم بأمانة نشترك معه في عمله الخلاصي “طَعامي أنْ أعمَلَ مَشيئَةَ الذي أرسَلَني وأُتَمِّمَ عَمَلهُ.. فهو العامل أصلاً ونحن نرافقه، والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً. آخَرونَ تعِبوا (= هو) وأنتُمْ قد دَخَلتُمْ علَى تعَبِهِمْ” (٤: ٣٤-٣٨) . جميل جداً إيمان هؤلاء السامريين، لأنهم لم يؤمنوا بآيات، فالمرأة آمنت بكلامه، ثم هم “قالوا للمَرأةِ: إنَّنا لسنا بَعدُ بسَبَبِ كلامِكِ نؤمِنُ، لأنَّنا نَحنُ قد سمِعنا ونَعلَمُ أنَّ هذا هو بالحَقيقَةِ المَسيحُ مُخَلِّصُ العالَمِ” (٤١، ٤٢). |
|