* "ليؤدبني الصديق، فهذه رحمة وليوبخني". من يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله. مغبوط هو الإنسان الذي يؤدب في هذه الحياة، لأن "الرب لن يعاقب مرتين على نفس الشيء" (قابل نح 1 : 9 بحسب السبعينية). ومخوف هو غضب الرب، إذًا ما لم يشدد علينا هنا، حينئذ يقتادنا كعجلٍ يُساق للذبح. وقد قال لأورشليم حقًا: "كثيرة هي خطاياكِ، وعديدة هي آثامكِ، لكني لن أغيظك" (قابل حز 16: 24)... تأملوا في هذا الخصوص أي معلم أو أب أو حكيم (طبيب) هو، فإن الطبيب إذا ما وقع بصره على عضو أو نسيج مصاب في الجسد، فهل يقول: ما لهذا العضو؟ فإنكم ستشهدون بقسوته، لكنه إن أزال هذا النسيج الفاسد، وضمد الجرح فهو رحوم، لأنه ينقذ حياة الإنسان. نفس الأمر مع المعلم، فإنه أن طرد أو فصل حبيبًا (تلميذًا) ولم يعلمه الطاعة له، فإنه يكرهه. لكن من جهة أخرى فهو تلميذه إن كان بالعلاج يقومه، وتتحول شراسته الظاهرية إلى هدوء.
"ليؤدبني" أو "ليقومني" تفهم بطريقتين: إما أنه يوبخ أو يرشد.
"وزيت الخاطئ لا يدهن رأسي". حقًا أن من يدعوكم يا شعبي مطوبين إنما يضللوكم. مدح الهراطقة، أي الزيت الذي به يدهنون رؤوس الرجال، ويعدونهم بملكوت السماوات إنما يدهن الرأس بالكبرياء.
"لأن صلاتي دائمًا ضد مسراتهم"، وهذا يعني أنهم حقًا يثورون في جنونهم، لكنني أداوم على الصلاة لأجل هدايتهم.
القديس جيروم