منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 03 - 2025, 06:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,306,074

سبق أن طُهِّرَت مدينة أورشليم (2 أي 30: 14)




وَلَمَّا كَمِلَ هَذَا خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ الْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا،
وَكَسَّرُوا الأَنْصَابَ، وَقَطَعُوا السَّوَارِيَ، وَهَدَمُوا الْمُرْتَفَعَاتِ وَالْمَذَابِحَ،
مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى أَفْنُوهَا،
ثُمَّ رَجَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ إِلَى مُدُنِهِمْ. [1]
سبق أن طُهِّرَت مدينة أورشليم (2 أي 30: 14)، والآن لزم تطهير الأرض. أصدر حزقيا مرسومًا لقيام حركة شعبية جماعية، تتجه نحو المرتفعات، حيث يُقَام عليها الكثير من المذابح الوثنية، خاصة عبادة البعل، لتطهيرها. قام الشعب في يهوذا وبنيامين في الجنوب بهذه الحركة، كما تمَّ تطهير أفرايم ومنسَّى، يساعدهم في ذلك ضعف مملكة الشمال.
جاء تحطيم الوثنية ليس فقط بأمر حزقيا، بل تجاوب الشعب مع أمانة حزقيا الملك.
صورة مُبهِجة أن يجتمع بعض الباقين في مملكة إسرائيل التي دَمَّرها الأشوريون مع يهوذا. يَلتَفُّون حول الهيكل، ويَتَعَبَّدون معًا، مُشتهين العودة إلى الحياة المُقَدَّسة التي كانت لكل إسرائيل قبل الانقسام، في أيام داود النبي وسليمان الحكيم.
واضح أنه من ثمرة هذا التصرُّف الحكيم التقوي للملك حزقيا أن الراجعين إلى مدنهم في يهوذا قاموا بنزع كل ما يَتَعَلَّق بالعبادة الوثنية.
بانتهاء الاحتفال، لم يشعر المُشترِكون فيه بأنهم قد انتهوا من واجبٍ كانوا ملتزمين به، بل التهبت قلوبهم بالأكثر للحياة مع الله. هذا ومن جانب آخر، يرى البعض أن القادمين من المملكة الشمالية وإن كانت قد فقدت استقلالها وخضعت للإمبراطورية الأشورية، غير أنها منطقة خصبة للغاية وغنية. هؤلاء جاءوا إلى أورشليم يُقَدِّمون هدايا للهيكل، وينفقون أثناء إقامتهم، مما أدى إلى نوع من الرواج في أورشليم ومدن يهوذا. بجانب بركة الرب للجميع لاجتماعهم معًا بروح الحب والوحدة.
يرى علماء الآثار أن هذا التَقَدُّم أدى إلى امتداد مدينة أورشليم إلى الضعف، وربما ثلاثة أضعاف، فضمت تلاً آخر[1]. لقد صارت أورشليم ملجأ لكثير من اللاجئين من الشمال.
هذا الازدهار ساعد حزقيا على تحصين بعض المدن وتقوية الجيش.
حقًا لقد فعل الملك كل ما في إمكانه في هذا المضمار (2 مل 18: 4)، لكن الشعب في إمكانه اكتشاف الأماكن التي بها ما يخص الأوثان وغابت عن أعين جنود الملك. لذلك خرجوا بعد الاحتفال فورًا ليهدموها، لم يُؤجِّلوا يومًا واحدًا. هكذا يليق بالمؤمن إذ يختبر عذوبة الشركة مع الله، وتتهلل أعماقه به، وأن يقطع كل ارتباط بالخطية في الحال، ويتخلَّى عن كل ما يُغضِب الله.
لم يفعلوا هذا في مدن يهوذا وبنيامين فقط، بل وفي أفرايم ومنسَّى. يظن البعض أنه يقصد المدن التي كانت تحت ولاية حزقيا ملك يهوذا، لكن آخرين يرون أن ملك إسرائيل لم يمنعهم من ذلك، فترك الذين ذهبوا إلى أورشليم واشتركوا في الاحتفال بالفصح أن يفعلوا ذلك في ممتلكاتهم. قام كل من ساهم في الاحتفال بكسر كل ما لديه من أصنام، ولم يترك شيئًا ما من آثار الأوثان.
هكذا تَمَتَّع الإنسان بعذوبة الشركة مع الله تمتد إلى حياة الآخرين، ليس قسرًا، وإنما خلال الحب الأخوي الصادق.
لم يعودوا إلى منازلهم قبل أن يُتَمِّموا هذا العمل، بالرغم من غيابهم الطويل. لقد حدث هذا التغيير فجأةً وبقوةٍ (إش 2: 20؛ 31: 6-7). يليق بنا أن نقتدي بحزقيا الملك، فلا نترك أية آثار للآلهة الغريبة في قلوبنا. فما كُتِبَ عن الأوثان يَمِسُّ حياتنا كقول العلامة أوريجينوس في عظاته على سفر القضاة:
v عبد (هذا الجيل) البعليم وتركوا الرب إله آبائهم" (قض 2: 11-12). حقًا فعل الشعب في القديم هذه الأشياء، ولكن لم تُكتَب هذه الأشياء لهم، إنما: "كُتِبَتْ لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (1 كو 10: 11). ليتنا نرى ما إذا قيلت هذه الأشياء عنا أم بالحري عنهم.
هل تريدون رؤية هذه الأمور مُفَسرَّة علينا - ليس بواسطتي - ولكن بواسطة الرسول؟ اسمعوا ما يقوله هو نفسه: "ماذا يقول الكتاب في إيليا كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلاً: يا رب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيتُ أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي". لكن في الحقيقة بماذا أجابه الوحي الإلهي؟ "أبقيت لنفسي سبعة آلاف رَجُلٍ لم يحنوا ركبة لبعل" (1 مل 19؛ رو 11: 2-4). وبهذه الطريقة أضاف الرسول: "فكذلك في الزمان الحاضر أيضًا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة" (رو 11: 5).
انظروا إذن كيف أنه حُسِبَ الذين عبدوا البعليم من بين جمع غير المؤمنين والذين لم يسجدوا من بين البقية المؤمِنة. يُظهر ذلك أن غير المؤمنين وغير الأتقياء الذين عاشوا في عصر المُخلِّص "عبدوا البعليم" والأصنام، أما المؤمنون ومنفذو أعمال الإيمان "لم يعبدوا البعل". لأنه لم يُذكَر في أي موضعٍ في التاريخ أو الإنجيل أو أي من الأسفار المقدسة أن إنسانًا في زمن المُخَلِّص سجد للأصنام، ولكن ذُكِرَ هذا خصيصًا عن الذين كانوا مُكَبَّلين ومُقيَّدين بخطاياهم الخاصة. من المؤكد إننا عندما نخطئ "ونُسبى إلى ناموس الخطية" (رو 7: 23)، فإننا نعبد البعل. لكننا نحن غير مدعوِّين لذلك، ولم نؤمن لكي نكون في وفاقٍ مع هذه الأمور حتى نخدم الخطية ثانيةً، ونسجد للشيطان، بل بالأحرى نجثو باسم يسوع لأنه: "تجثو باسم يسوع كل رُكْبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض" (في 2: 10). وهكذا نحني ركبتيْنا لدى أبي ربنا يسوع المسيح، الذي منه تُسَمَّى كل عشيرة في السماوات وعلى الأرض (أف 3: 14-15).
ولكن ماذا أستفيد عندما أحني ركبتي جسدي في الصلاة لله، بينما أحني رُكبَتَي قلبي للشيطان؟
فإني إن لم أقف صامدًا أمام مكايد الشيطان، أحني ركبتي للشيطان (أف 6: 11).
إذا لم أقف صامدًا أمام الغضب، أحني ركبتي للغضب أيضًا.
وهكذا بالمثل، إن لم أقف صامدًا لأُقاوِم الشهوة، أحني ركبتي قلبي لها.
في كل هذه الحالات التي تضاد الله، أبدو كأولئك "الذين عبدوا البعليم، وتركوا الرب إله آبائهم الذي قادهم خارج أرض مصر" (قض 2: 11-12؛ خر12: 42)، ما لم أقف بثباتٍ وشجاعةٍ.
ليتنا إذن لا نفكر أننا إذ لا نعبد الأصنام لا تتعلَّق هذه الأشياء بأي أحد منا. ما يعبده الإنسان ويُحِبُّه ويُعجَب به أكثر من سائر الأشياء هو إلهه.
باختصار هذا ما يطلبه الله من الإنسان قبل كل الأشياء وفوق كل الأشياء في وصيته: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك" (تث 6: 5)، رغبة منه أن يملك على كل عواطف القلب البشرية مُقَدَّمًا، وأن يعرف أن ما يحبه الإنسان من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته هو إلهه.
العلامة أوريجينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أننا إذا أخذنا هنا كلمة "أورشليم" بكونها مدينة أورشليم الأرضية
دمار مدينة أورشليم والهيكل
هذه هي أورشليم مدينة إلهنا
مدينة الله (مدينة الله السماوية المُنيرة العظمى العُليا المقدسة | أورشليم مدينة الله
ساليم | أورشليم مدينة السلام


الساعة الآن 03:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025