![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ثُمَّ عادَ بعد ذلك إلى نينوى، مع جَيشِه الخَليطِ الغَفيرِ جِدًّا مِنَ المُحارِبينَ الَّذينَ انضَمُّوا إلَيه، وأَقامَ هُناكَ مِائةً وعِشْرينَ يَومًا لا يُبالي بِشَيء، وَيتَنَعَّمُ بِالمَآكِلِ هو وجَيشُه [16]. إذ انتصر ملك أشور على ملك مادي حسب نفسه قد ملك على الأرض كلها، لأنه ليس من قوة تعادل ملك مادي لتقف أمامه. هذا وقد خرج من الحرب بقوة أعظم. فمن جهة الإمكانيات البشرية؛ فإن كان فقد بعض رجال جيشه، فانهم يحسبون قلة قليلة جدًا بالنسبة لانضمام أعداد ضخمة من رجال جيش العدو ليعملوا في جيشه كجنود مرتزقة، يصطفون في أول الصفوف فيتعرضون للهجوم كدرعٍ يحمي جيش أشور الذي خلفه. ومن جهة الإمكانيات المادية، فما أنفقه ملك أشور على جيشه في المعركة يُحسب كلا شيء أمام الغنائم التي استولى عليها هو ورجاله وكل جيشه. هذا من جانب ومن جانب آخر، فإن النصرة أمدت له ذاته his ego، فحسب نفسه سيدًا قديرًا يستطيع أن يفتتح كل الممالك والشعوب ويسيطر عليها، ويستغلها دون مجهود يُذكر. لقد وثق في نفسه وفي جيشه، فانطلق الكل إلى التنعم بالولائم المستمرة لمدة مائة وعشرون يومًا، دون شبع. لقد صارت بالحق بطونهم آلهتهم ( ). إن كان المؤمن مع كل نصرة يقدم تشكرات وتسابيح لله واهب الغلبة والقائد الحقيقي لكل معركة، إذا بالشرير يجد في نصرته فرصة لتأليه بطنه والخنوع لشهواته، فيود أن يقطع حياته كلها يتمتع بالمأكل والمشرب. لقد حذرنا الكتاب المقدس من خطية النهم، ويحسبها المؤمن شيطانًا خطيرًا يفسد جسم الإنسان وروحه وعقله وعواطفه! |
|