كيف أستعد للزواج في المستقبل مع الحفاظ على الطهارة الآن

[Mary Naeem]

كيف أستعد للزواج في المستقبل مع الحفاظ على الطهارة الآن

ابنتي الحبيبة في المسيح، إن رغبتك في الاستعداد للزواج المستقبلي مع الحفاظ على الطهارة هو سعي نبيل ومكرّم من الله. إن فترة العزوبية هذه ليست مجرد فترة انتظار، بل هي فرصة ثمينة للنمو واكتشاف الذات وتعميق علاقتك بربنا. دعونا نفكر في كيفية استغلال هذا الموسم بحكمة، وتنمية الفضائل والمهارات التي ستخدمك جيدًا في الزواج المستقبلي.

التركيز على تطوير علاقة شخصية عميقة مع الله. هذا هو الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه جميع العلاقات الأخرى، بما في ذلك الزواج. اقضِ وقتًا يوميًا في الصلاة ودراسة الكتاب المقدس، واسمح لكلمة الله أن تشكل فهمك للحب والالتزام والتضحية. كلما اقتربت أكثر من الله، ستصبح أكثر انسجامًا مع مشيئته لحياتك وستصبح أكثر استعدادًا لمحبة الآخر كما يحب المسيح الكنيسة.

تحلى بالفضائل الضرورية لزواج قوي. مارس الصبر واللطف والتسامح ونكران الذات في تفاعلاتك اليومية مع الآخرين. تعلم كيفية التواصل بفعالية، والتعبير عن أفكارك ومشاعرك بصدق وكياسة. طوّر ذكاءك العاطفي وقدرتك على التعاطف مع الآخرين. ستفيدك هذه المهارات في جميع العلاقات، وخاصة في الزواج.

العمل على النمو الشخصي والشفاء. استخدم هذا الوقت لمعالجة أي جروح عاطفية أو أنماط غير صحية من ماضيك. اطلب المشورة إذا لزم الأمر للعمل على حل المشكلات التي قد تؤثر على علاقاتك المستقبلية. تذكر أنه "يَشْفِي مُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيَجْبُرُ جِرَاحَهُمْ" (مزمور 147:3).

تطوير المسؤولية المالية والإشراف المالي. تعلم كيفية وضع الميزانية والادخار والعطاء بسخاء. إن فهم كيفية إدارة الموارد بحكمة هو مهارة مهمة للحياة الزوجية ويدل على النضج والمسؤولية.

رعاية مجموعة متنوعة من العلاقات الصحية. استثمر في الصداقات والعلاقات الأسرية والمشاركة المجتمعية. ستوفر هذه العلاقات الدعم والمنظور وفرص النمو الشخصي. كما أنها ستساعدك أيضًا على تطوير المهارات العلائقية اللازمة لزواج قوي.

ثقف نفسك عن تصميم الله للزواج والجنس. ادرس ما تعلّمه الكنيسة عن سر الزواج ولاهوت الجسد. إن فهم "لماذا" وراء الدعوة إلى الطهارة سيقوي عزيمتك ويعمق تقديرك لخطة الله للحب البشري.

مارس فن حب العطاء الذاتي في سياقات غير رومانسية. ابحثوا عن فرص لخدمة الآخرين بنكران الذات، سواء من خلال العمل التطوعي، أو رعاية أفراد الأسرة، أو دعم الأصدقاء المحتاجين. إن روح التضحية بالنفس هذه هي جوهر الزواج المسيحي.

طوّر مهارات الحياة العملية التي ستفيدك في الزواج. تعلم طهي وجبات مغذية، والحفاظ على المنزل، وإدارة الوقت بفعالية، والعناية بصحتك البدنية والعقلية. تساهم هذه المهارات في حياة متكاملة وتهيئك للجوانب العملية لمشاركة الحياة مع شخص ما.

احرس قلبك وعقلك. انتبه لوسائل الإعلام التي تستهلكها والصحبة التي تصاحبها. أحط نفسك بالمؤثرات التي تدعم التزامك بالنقاء وتعزز قيمك.

أخيرًا، ازرع الرضا والفرح في موسم حياتك الحالي. ثق في توقيت الله وخطته لحياتك. كما يذكرنا القديس بولس، "لقد تعلمت أن أكون راضيًا مهما كانت الظروف" (فيلبي 4: 11). لا يتم تحديد قيمتك من خلال وضع علاقتك، ولكن من خلال هويتك كابن محبوب لله.

تذكر أن الاستعداد للزواج لا يعني أن تصبح مثاليًا، بل أن تصبح أكثر شبهاً بالمسيح. إنه يتعلق بالنمو في المحبة - محبة الله، ومحبة الآخرين، والمحبة الصحية لنفسك. من خلال التركيز على هذه المجالات، أنتِ لا تستعدين فقط للزواج المستقبلي المحتمل، بل تعيشين أيضًا دعوتك الحالية كامرأة عزباء مكرسة للمسيح.

عسى أن يكون وقت الاستعداد هذا مليئًا بالنعمة والنمو والفرح العميق الذي يأتي من السير عن قرب مع ربنا. ثقي في خطته المثالية لحياتكِ، واعلمي أنه سواء كان الزواج في مستقبلكِ أم لا، فأنتِ محبوبة ومقدرة بلا حدود من قبل الذي خلقكِ.