![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تغيُّر طبيعة كل الكائنات: كل ما في العالم يتغير؛فالشمس تشرق وتغرب ثم تعود فتشرق... وهكذا لا تتوقف الحركة. يتغير وضع الأرض بالنسبة للشمس فيحدث الشروق والغروب، الأمر الذي يتكرر يوميًا. هكذا أيضًا الرياح تتحرك في مدارات معينة؛ وأيضًا المياه تتحرك إذ تتبخر فتصير سُحبا، ثم مطرًا، فأنهارًا وتعود إلى البحار والمحيطات لتتبخر من جديد! تطلعنا إلى الطبيعة وما تحويه من تغيرات تمس كل الكائنات يكشف لنا عن طبيعة العالم أنه غير مستقر بل هو دائم التغيُّر، وبالتالي لن يبقى إلى الأبد. وكأنه لا يليق بالإنسان الذي يحمل في داخله شوقًا طبيعيًا نحو الخلود أن يرتبط بما هو متغير وفانٍ. وربما أراد الكاتب أن يوضح بأن الإنسان الذي من أجله تتحرك الطبيعة أمامه، الكائنات كالكواكب والرياح والسحب، وهو في عجز؛ ماذا في يده؟! ولعله أيضًا أراد أن يعلن بأن الطبيعة نفسها تتغير فالشروق يتبعه غروب فشروق إلخ... بينما يعجز الإنسان عن التحرك، يولد ثم يموت ولا يقوم بعد على ذات الأرض! ما أعظم الإنسان الذي لأجله وُجد هذا الكون بكل قدراته وقوانينه المعروفة والخفية، وما أضعفه فأنه يصعب عليه أن يُغيّر حتى طبيعته الداخلية؟! عظيم هو الإنسان بالله الذي يهبه كل شيء، وضعيف للغاية في ذاته وحده! * نرى في الشمس رمزًا لشروق طبيعتنا وغروبها. يوجد طريق واحد للجميع، توجد دائرة واحدة للكل في رحلة الحياة. بالميلاد نشرق، ثم ننحدر ثانية إلى مكاننا الطبيعي.وعندما نبلغ إلى غروب الحياة، ينحدر نورنا إلى أسفل الأرض... ما هو من الأرض يذوب بالكامل في عنصرها، وتستمر الدائرة في طريقها مرة ومرات. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
|