منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 01 - 2025, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

إن العروس أمام هذا الحب العظيم لم تقف لتنصت للمديح


"نَزَلْتُ إِلَى جَنَّةِ الْجَوْزِ لأَنْظُرَ إِلَى خُضَرِ الْوَادِي،
وَلأَنْظُرَ هَلْ أَزهرَ الْكَرْمُ؟
هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟
هناك أعطيك ثدييّ،
فَلَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَقَدْ جَعَلَتْنِي نَفْسِي كمَرْكَبَاتِ عميناداب (قَوْمِ شَرِيفٍ).
اِرْجِعِي ارْجِعِي يَا شُولَمِّيثُ،
ارْجِعِي ارْجِعِي فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ.
مَاذَا تَرَوْنَ فِي شُولَمِّيثَ؟
مثل انتظام صفوف في معسكر (مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ)" [11-13].
إن كان الرب قد مدح عروسه هكذا، فإن العروس أمام هذا الحب العظيم لم تقف لتنصت للمديح لكنها نزلت إلى واديها الداخلي للعمل، نزلت إلى جنة الجوز وأعطت اهتماما بالكرم وشجر الرمان.
ماذا تعني جنة الجوز؟ يُجيب العلامة أوريجانوس: [نزلت العروس إلى جنة الجوز لتكتشف أن الجوز قد طرح ثماره بطريقة كهنوتية]، فإن هرون الكاهن الأعظم قد أفرخت عصاه وقدمت ثمر الجوز (عد 17: 8).
والجوز في حقيقته يمثل كلمة الله التي تشغل قلب الكاهن على الدوام، مقدمًا إياها مائدة دسمة لشعبه ليأكلوا ويشبعوا، ويأتوا بثمر كثير. فحين صارت كلمة الرب إلى إرميا بن حلقيا الكاهن قيل له: "ماذا أنت راء يا إرميا؟" فقال: "أنا راء قضيب لوز"، فقال له الرب: "أحسنت الرؤية لأنيّ أنا ساهر على كلمتي لأجريها" (إر 1: 11-12).
ويعلل العلامة أوريجانوس استخدام "الجوز" كرمز لكلمة الله أن الجوز يحوي غلافًا خارجيًا مرًا وهي القشرة التي تجف وتسقط، ثم الغلاف الداخلي السميك وهي التي تكسر ليأكل الإنسان الثمر الداخلي الحلو. هكذا يرى العلامة أن كلمة الله لها التفسير الحرفي المرّ الذي أستخدمه اليهود، ثم التفسير الأخلاقي أو السلوكي وهو أشبه بالغلاف السميك حيث يدفع بالإنسان إلى حياة الأمانة (الكسر) مجاهدًا حتى الدم ليدخل إلى المعنى الروحي الحلو الذي يوهب غذاء للروحيين، يعيشون به ليس فقط في هذا العالم بل وفي العالم الآخر.
إذن، هوذا النفس قد نزلت إلى أعماقها الداخلية كما إلى جنة كلمة الله العاملة فيها، هناك ترى ثمار الوادي. هناك في القلب تدرك المفاهيم الروحية للكلمة التي تشبعها، وكأنها تقول للعريس: إن كنت قد مدحتني هكذا، فليس ليّ فضل وإنما هو ثمر كلمتك الإلهية المغروسة في داخلي بيدك الإلهية.
والعجيب أن مديح الرب للنفس الأمينة لا يدفعها للكبرياء بل ينخسها للعمل فتنزل لترى كرم الرب الذي في داخلها والأشجار التي غرستها يمينه: هل أزهر الكرم؟! هل نوّر الرمان؟!
إذ تدخل جنة الرب التي في داخلها، وتتلمس عمله فيها، تفرح بالثمر ولو أنه لا يزال في البداية، فتُناجي عريسها: "هناك أعطيك ثدييّ"... وكأنها تقول له إنيّ أرد حبك بالحب. أنت قدمت ليّ ثدييك اللذين هما العهد القديم والعهد الجديد، وها كلمتك قد أثمرت في داخلي، فأرد لك ما هو ملكك، أعطيك ثدييّ، أي أقدم لك ذات العهدين. لأن كتابك صار كتابي! لكن كيف تقدم له هذه الثديين؟ إنها إذ تشهد لكلمة الله عمليًا أمام الآخرين وتقدم الكلمة لاخوتها إنما تكون قد قدمته للعريس نفسه... إذ يقول: "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبيّ فعلتم" (مت 25: 40).
مع أنها لا ترى في الكرم إلاَّ زهرة وفي الرمان أيضًا "نوارته" لكنها أدركت أن الله قد جعل من نفسها أشبه بمركبات عميناداب أو مركبات قَوْمِ شَرِيف. لأن كلمة "عميناداب" تعني "شعبي كريم". لقد صارت بقوة الكلمة شعب الله المكرم المحارب والمجاهد حتى النهاية ضد الخطية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صور لأم النور | العروس: لأنها العروس الذي اختارها الله
طالما فضائلك ظاهرة أمام الناس، فأنت عرضة للمديح
سلسلة الكتاب العظيم - مجىء العروس - إسحق و رفقة - جزء 5
محمد عبدالوهاب يترك حفل زفافه غاضبا.. ويضع أهل العروس أمام الأمر الواقع
اجمل لحن تسكت الملائكة لتنصت اليه


الساعة الآن 05:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025