![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "حَبِيبِي (خليلي) أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ" [10]. ما أعذب هذا المخلص العريس ففيه أجتمع اللونان: الأبيض والأحمر، كل منهما يوضح الآخر ويكمله! فهو أبيض، لكنه ليس بالأبيض الشاحب الذي بلا حياة كحنانيا رئيس الكهنة الذي قال عنه الرسول بولس: "سيضربك الله أيها الحائط المبيض. أفأنت جالس تحكم عليّ حسب الناموس وأنت تأمر بضربي مخالفًا للناموس" (أع 23: 3)، فبمخالفته للوصية والناموس صار في حكم الموت بلا حياة، فقد دمه علامة الحياة، وصار شاحبًا كالأموات، أما مخلص الكنيسة ففي بياضه يحمل احمرارًا دائمًا علامة كمال القوة والحياة والحيوية! كذلك لا يحمل المخلص احمرارًا منفردًا عن البياض وإلاَّ كان في ذلك إشارة إلى القتل وسفك الدم كما جاء في سفر الرؤيا (رؤ 6: 4) وكما وصفت الخطية أنها كالقرمز وحمراء كَالدُّودِي (إش 1: 18)، ولكنه هو "الآتِي مِنْ أَدُومَ بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ هَذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ... الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ" (إش 63: 1). لقد جاءت كلمة "أبيض" هنا بمعنى "بهي"، إذ هو شمس البرّ الذي أضاء علينا نحن الجالسين في الظلمة، ليدخل بنا بواسطة روحه القدوس إلى كمال نور معرفة الآب. حملنا فيه خلال بهائه في استحقاقات دمه (الأحمر) لنكون في حضن الآب نتعرف على كمال أسراره. هكذا يمتزج بهاؤه بعمله الخلاصي، أي بياضه باحمراره، حتى نحمل انعكاسات بهائه فينا بدخولنا إلى أبيه. في سفر دانيال نرى لباسه أبيض كالثلج (دا 7: 2)، وفي تجليه أيضًا "صارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2). وما هو ثوب السيد المسيح إلاَّ كنيسته التي يلتحف بها كالثوب، يسكن في داخلها. فما يحمله من بهاء وبياض يعكسه على كنيسته كما على السمائيين الذين في حضرته على الدوام (مر 16: 5، أع 1: 10) فنظهر في السماء بثياب بيض (رؤ 3: 4، 7: 9)، كما نوصى هكذا: "لتكن ثيابك في كل حين بيضاء" (جا 9: 8). لقد تحدث الكتاب المقدس عن ظهورات كثيرة للملائكة لكنه لم يتعرض لوصف ثيابهم، أما في أحداث القيامة والصعود فقد أكد لنا الكتاب أن الملائكة قد ظهرت بثياب بيضاء. من أجلنا ظهرت، كي نعرف أننا خلال قيامة الرب وصعوده نغتسل فنبيض أكثر من الثلج (مز 50). إن كانت خطايانا كالقرمز - فقد دفنت في القبر - وأقامنا الرب كالثلج (إش 1: 18)، لهذا يقول دانيال النبي "تتطهرون فتبيضون" (دا 11: 35). هكذا ترى الكنيسة عريسها فتفرح ببهائه وتبتهج بدمه... أما العدو الشيطان فيرتعب أمام بهاء المخلص ويخاف من دم صليبه |
|