![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وإن الذين ينكرون حقيقة ”القيامة“ بعد الموت، يجهلون - عن عمد أو عن عدم تبصُّر- على الأقل ثلاثة أمور: الأمر الأول: يجهلون طبيعة الإنسان وتميّزه عن سائر المخلوقات في كونه كائنًا ثلاثيًا؛ له روح ونفس وجسد (1تس5: 23)؛ بخلاف الحيوان الذي له نفس وجسد ولكن ليس له روح، وبموته يتلاشى وجوده ويفنى نهائيًا. ليس كذلك الإنسان الذي نفخ فيه الرب الإله نسمة حياة، «ولكن في الناس روحًا ونسمة القدير تعقِّلهم» (أي 32: 8). فإذ قد عمل الله الإنسان على صورته كشبهه (تك 1: 26)، فإن الروح الإنسانية خالدة لا تموت. الأمر الثاني: يجهلون قدرة الله، الذي ليس فقط هو «القادر على كل شيء» (رؤ 1: 8)؛ بل هو أيضًا الذي يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة (رو 4: 17). وبكل يقين لا يعسر عليه قيامة جسد مات وتحلّل في أي مكان وأي زمان ليعيد اتحاده بالروح والنفس. الأمر الثالث: هو جهلهم بقوانين الطبيعة وقواعد الأمور المنظورة، وهذا ما قصده الرسول بولس في قوله لمثل هؤلاء: «يا غبي: الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت» (1كو 15: 36). وهو ذات الفكر الذي تحدّث عنه الرب يسوع نفسه قبل ذلك مشيرًا إلى موته، قائلاً عن حبة الحنطة إنها «إن لم تقع في الأرض وتمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير» (يو12: 24). إننا في كل عصر سنواجه أمثال هؤلاء ”الصدوقيين“ والذين يُطلَق عليهم زورًا ”العقلانيون“، في حين أن كلمة الله لا تصفهم بكثرة العقل، بل بالحري - وبكل أسف - بكثرة الجهل والغباء كما رأينا. |
![]() |
|