![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهزعِ. اسْكبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ. ارْفَعِي إِلَيْهِ يَدَيْكِ لأَجْلِ نَفْسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجوعِ، فِي رَأْسِ كلِّ شَارِعٍ [19]. امتلأ قلب أورشليم حزنًا وصرخ إلى الله، لا للرجوع إليه بالتوبة، وإنما لرفع الضيق. لهذا يحثهم النبي ألا يكفوا عن الالتجاء إلى الله، حتى يلتصقوا به بالتوبة الصادقة. كم كان قاسيًا على قلب إرميا أن يرى سور أورشليم يهدم، فإن كان السور المادي قد تحطم لاق بهم أن يصرخوا إلى السور الحقيقي - الرب نفسه - القادر أن يحوط بهم ويحفظهم. كان الليل عند اليهود قديمًا ينقسم إلى ثلاثة هزع متساوية (قض 7: 19)، كل هزيع يتكون من أربع ساعات: الهزيع الأول من الغروب حتى الساعة العاشرة مساءً. والثاني كان يدعى الهزيع الأوسط (منتصف الليل) من الساعة العاشرة حتى الثانية بعد نصف الليل. والهزيع الثالث الذي هو الفجر أو الصباح المبكر من الثانية حتى السادسة باكرًا أي حتى شروق الشمس. أما في العصر الروماني فصار الليل ينقسم عند اليهود إلى أربعة هزع (مت 14: 25؛ لو 12: 38)، كل هزيع عبارة عن ثلاث ساعات. يبدأ الليل في السادسة مساءً وينتهي السادسة صباحًا. كان الناس قديمًا يلجأون إلى النوم في الهزيع الأول، أما النبي فيطلب من ابنة صهيون أن تسرع إلى الصلاة وطلب مراحم الله من أجل أطفالها مع بداية الهزيع الأول. من جهتنا نحن كخدَّام، يلزمنا أن تكون لنا أمومة أو أبوَّة روحيَّة أعمق من الحب العاطفي. أمومة تفوق أمومة المرأة الكنعانيَّة، وأبوَّة تسمو على أبوَّة قائد المائة الوثني، لأنها أبوَّة أو حب المسيح فينا للذين فداهم. لكنَّني أخجل أن أقول إنَّ هذين قد سبقانا في الإيمان والحب. أمَّا نحن الذين نرعى أولادنا وبناتنا روحيًا، وقد أسكرتهم الخطيَّة، فتخدَّرت حواسهم، وبلَدَت عواطفهم، وفترت محبَّتهم لله، وعجزوا عن الجري وراء الرب، وهم في حاجة إلى الصلاة من أجل خلاص نفوسهم والتحرُّر من جنون الخطيَّة وفالج الإثم. نراهم ليسوا في حالة جنون أو مصابين بالفالج، بل تموت أنفسهم بالخطيَّة، ومع هذا لا تئن أحشاؤنا عليهم، معطين لأعيننا نومًا، ولأجفاننا نعاسًا، مشغولين بأمورٍ كثيرة، إداريَّات وخدمات وزيارات ورسميَّات ومجاملات. لكن هل من دموع وبكاء من أجل الساقطين؟! هل من تنهُّدات للرب: "يا سيِّد أعنا... أولادنا معذَّبون جدًا!" هل من صرخات إليه مع داود: "جداول مياه جرت من عينيَّ، لأنهم لم يحفظوا وصاياك" (مز 119: 136). هل من تنهُّدات مع إرميا: "مِن أجلِ سحقِ بِنتِ شعبِي انسحقت. حزِنت. أخذتني دهشةٌ. يا ليت رأسي ماءٌ وعينيّ ينبوع دموعٍ فأبكي نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي. على الجبال أرفع بكاءً ومرثاةً وعلى مراعي البرّيّة ندبًا" (إر 8: 21؛ 9: 1، 10)، وقوله: "كلّت من الدّموع عيناي. غلت أحشائي. انسكبت على الأرض كبدي على سحق بنت شعبي لأجل غشيان الأطفال والرّضّع في ساحات القرية" (مرا 2: 11). مرّة أخرى: "لتذرف عيناي دموعًا ليلًا ونهارًا، ولا تكفّا، لأن العذراء بنت شعبي سحقت سحقًا عظيمًا بضربةٍ موجعةٍ جدًّا" (إر 14: 17). ومع بولس الرسول تقول: "إنّي ثلاث سنين ليْلًا ونهارًا لمْ افتر عنْ أن أنْذر بدموعٍ كلّ واحدٍ" (أع 20: 31). وإرميا النبي يطلب في أثناء السبي دموعًا من سور بنت صهيون. وأنت كسور لأولادك الروحيّين يطالبك بالبكاء من أجل المسبيّين تحت عبوديّة إبليس وأسْره، قائلًا: "يا سور بنْت صهْيوْن اسْكبي الدّمْع كنهْرٍ نهارًا وليْلًا لا تعْطي ذاتك راحةً. لا تكفّ حدقة عيْنك. قومي اهْتفي في اللّيْل في أوّل الهزع. اسْكبي كمياهٍ قلْبك قبالة وجْه السيّد. ارْفعي إليه يديْك لأجْل نفْس أطْفالك المغْشي عليْهمْ من الجوع في رأْس كلّ شارعٍ" (مرا 2: 18-19). لقد علَّمنا بولس الرسول ماذا نصنع بالخطاة، حتى مع الشاب الذي ارتكب الشرّ مع امرأة أبيه، رغم طلبه تأديبه بعزله عن الجماعة المقدَّسة لئلاَّ تُفسد الخميرة العجين كله (1 كو 5: 6)، لكنَّه يوصيهم ألاَّ يكفوا عن الصلاة من أجله "بالحري لم تنوحوا، حتى يرفع من وسطكم الذي فعل الفعل". فنوح الجماعة وحزنها هو عمل الأعضاء الحيَّة من أجل العضو المريض، فيعطيه فرصة للتوبة، ويليِّن قلبه ويمرِّر الخطيَّة في نفسه، وعندئذ إذ يتوب بإرادته ورضاه يقبله الله وتقبله الكنيسة بفرح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في حضرة الله نمتلئ رهبة وخشوها وتقديسا . |
حاولته الحيَّة ونجحت |
الحيَّة النحاسية |
سفر حزقيال 36 :17 يا ابن ادم ان بيت اسرائيل لما سكنوا ارضهم نجسوها |
مرارة النفس وحزنها |