«مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟» (نش6: 10).
نعم، إن حلاوة جمالها مُترجمًا في سمو سلوكها بالاستقامة والتقوى، وفي عذوبة ورقة أقوالها إذ إن كلام فمها حلو. هذا كله يدحر ويقهر قوات الظلمة.
أوَلم يقل الكتاب: «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ»، معقِّبًا ذلك بالوصية: «نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ ... طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ ... اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ ... لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا»؟ (يع4: 7-11). أوَلم يقل الكتاب في موضع آخر «إِذْ أَسْلِحَةُ ُمُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ».
فما هو طراز هذه الأسلحة؟! إنها أسلحة روحية «لأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ» (2كو10: 3). والسلوك الروحي في النور هو ترسانة إرهاب العدو. وحينما قال الوحي: «ما أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ!» (نش7: 1)، فهو في هذا الجزء يستعرض وصف جمال عروسه، ويبدأه بأول ما خطف الأبصاره، وهو «رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ».
وإذ نعود إلى وصف العروس: «مُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ» (نش6: 10)، نراها تجمع بجمالها مصادر الإشعاع والنور: الصباح والقمر والشمس. ولا شك أن الشمس هي أصل ومصدر النور. نعم، إنه ضيّ ونور وجمال المسيح منعكسًا فينا وعلينا.