الروح القدس يبدأ عمله فينا في اتجاهين أساسيين:
أولاً: الانفصال والتخصيص: يعمل الروح القدس فينا ليفصلنا عن هذا العالم الحاضر الشرير، ويجعلنا مُخصَّصين لسيدنا العظيم «اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ» (2تس2: 13). وكذلك يكتب الرسول بطرس: «الْمُخْتَارِينَ بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بط1: 1، 2). وهكذا يتحقق فينا ما قاله الرب في صلاته الأخيرة «لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ» (يو17: 14، 16).
ثانيًا: حياة الطهارة والنقاوة: إن عمل الروح القدس في انفصالنا عن هذا العالم الشرير، وتخصيصنا لسيدنا العظيم، هو عمل تم مرة واحدة، ولكن يلي ذلك عملية مستمرة لحياة الطهارة والنقاوة العملية، والبعد عن النجاسة والشرور العالمية «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ» (أف4: 20-24).