منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 12 - 2024, 11:52 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,306,098

مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ



مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ



يا رَبُّ: مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ؟
(خر 15: 11)

يعجز العقل عن أن يدرك، ولو القليل عن صفة من صفات الله، ويقصر اللسان عن أن يعبر عنها. ومِنْ هذه الصفات قداسة الله، وهي ليست صفة من صفاته فقط، بل إنها صفة الصفات.
وقداسة الله ليست مجرد بغض للشر، أي سلبية فقط، كقول حبقوق: «أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ ... عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ» (حب1: 12، 13)، بل هي إيجابية أيضًا، ففي شريعة البقرة الحمراء التي تُشير إلى المسيح (عد 19)، كان المطلوب في الذبيحة أن تكون بلا عيب (وهذه صفة سلبية)، كما كان يجب أيضًا أن تكون صحيحة (وهذه صفة إيجابية). فقد قيل عن المسيح: «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً» (1بط 2: 22)، وأيضًا «إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا!» (مر7: 37).
والله وحده ينفرد بهذه الصفة، فلمن غيره نُسبت؟ ولمن غيره قيل «قُدُّوسٌ هُوَ» (مز99: 3)؟ بل ويقال له «لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤ15: 4). فقداسته قداسة مطلقة ليس فيها ذرة من النجاسة. حاشا! ولا نقدر أن نشبهه بآخر «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ» (إش40: 25).
وأمام هذه القداسة يجد الإنسان نفسه في مشكلة المشاكل؛ ألا وهي كيف يتعامل مع إله قدوس مثل هذا؟! وكيف يتوافق معه؟! ولعلاج ذلك فَكَّر الإنسان فيما لا يمكن أن يكون؛ وهو أن يُقلّل من بشاعة الخطية، وأيضًا أن يُقلّل من منسوب قداسة الله، لكي يُريح ضميره مع العيشة في النجاسة! ولكن «لِلشِّرِّيرِ قَالَ اللهُ ... ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ» (مز50: 16- 21). ألم يدرك الإنسان أن الله «إِلَهٌ قُدُّوسٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ» (يش24: 19)؟
ولهذا يقع الإنسان في خطأ لكي يُحقق ما سبق؛ بأن يضع مقاييس بشرية للخطية. فيُصنفها بين خطية كبيرة وصغيرة، أو بين بيضاء وسوداء، وهكذا. ولكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس الإنسان. فاسمع ما يقول الكتاب: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ (لا لزوم لها) يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ» (مت12: 36). بل إن «فِكْرُ الْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ» (أم24: 9). وأيضًا «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يع4: 17). ويُجْمِل الكتاب عقوبة كل أنواع الخطايا في عبارة واحدة؛ وهي «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رو6: 23).
من هذا نرى أن الإنسان يعجز عن أن يُقَدِّر قداسة الله، فقد استهان آدم بها وأكل من الشجرة المحرمة، وبسبب خطية واحدة طُرِد من الجنة (تك3: 24). وإشعياء عندما وُجد في محضر الله والسَّرَافِيمُ تُسبِّح قائلة: ««قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»، صرخ قائلاً: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ» (إش6: 3-5). وقد تذكر يعقوب قداسة الله، عندما طلب منه الرب أن يصعد إلى بيت إيل «فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ» (تك35: 1-3).
إزاء ما سبق أصبح الإنسان يخاف من الله القدوس. لقد اختبأ منه آدم بعد السقوط. ويقول الكتاب: «اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ» (أم28: 1). ولكن إن عجز الإنسان عن أن يحل هذه المشكلة، فالله عنده الحل؛ إذ جاء ابن الله وتجسد، ودنا إلينا؛ فنُقلت خطايانا عليه «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ» (1بط2: 24). لقد أخذ - تبارك اسمه - أجرة الخطية بدلاً عنا.
وقد أُعلنت قداسة الله جزئيًا في العهد القديم، لكننا نراها وقد تجسمت في شخص الرب يسوع، عندما أتى إلى العالم في الجسد، فهو «صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ» (كو1: 15). ففي ميلاده يقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم: «الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لو1: 35). وفي حياته أظهر القداسة المُطلقة، إذ قال له بطرس: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ (قدوس الله)» (يو6: 69). ووبخ بطرس اليهود، بقوله عن المسيح: «أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ» (أع 3: 14). وكذلك صلى التلاميذ قائلين: «بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ » (أع4: 27).
ونسأل: هل قَبِل الناس هذا الإله الْقُدُّوس المُتجسد؟ الذي قال عن نفسه: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ» (يو 8: 12). الإجابة بكل أسف: لا! فقد رفضوه! بل وقتلوه! ولماذا؟ الإجابة؛ لأن «النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً» (يو3: 19)، فأرادوا أن يتخلصوا منه لكي لا تكون قداسته عبئًا على ضمائرهم الملوثة،
ولكن ماذا عنا نحن المؤمنين إزاء قداسة الله؟
نقول إن قداسة الله هي مقياس قداستنا، فيقول الرب: «تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ» (لا19: 2)، والمقياس كما قال بطرس: «نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (1بط1: 15).
وقد تستدعي قداسة الله أن يمد يده بتأديب المؤمن، إذا انحرف عن طريق القداسة؛ لأنه قُدُّوسٌ في محبته، وغرض هذا التأديب «لأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ» (عب12: 10).
فيا ليتنا نحيا حياة القداسة العملية، ونُظهره كإله قدوس، ولا سيما أننا ننتسب إليه، كما قال الكتاب: «إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (لا11: 44).
وكما رأينا أن الله قدوس في محبته، نراه أيضًا “قُدُّوسٌ في قضائه”، ونقول أن قداسة الله تتطلب القضاء على الأشرار؛ «لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ» (عب12: 29)، فهو لا يطيق الخطية؛ لسبب «إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ» (1يو1: 5).
عزيزي القارئ: ما هو موقفك إزاء هذا الإله القدوس، الذي لا يُحابي الوجوه؟ ليتك تكون قد ارتبطت به الآن، فتحيا حياة القداسة العملية!

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداسة الله مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ
مزمور 89 | يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ مَنْ مِثْلُكَ
ميخا النبي | مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ
مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟
مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟


الساعة الآن 04:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025