![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هَذَا لَهُمْ عِوَضُ تَكَبُّرِهِمْ، لأَنَّهُمْ عَيَّرُوا وَتَعَظَّمُوا عَلَى شَعْبِ رَبِّ الْجُنُودِ. [10] ما يحل بهم ليس جزافًا، إنما هو ثمر طبيعي لكبريائهم وتشامخهم على شعب رب الجنود. الرَّبُّ مُخِيفٌ إِلَيْهِمْ، لأَنَّهُ يُهْزِلُ جَمِيعَ آلِهَةِ الأَرْضِ، فَسَيَسْجُدُ لَهُ النَّاسُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ، كُلُّ جَزَائِرِ الأُمَمِ. [11] يؤكد الله أنه ليست هناك عداوة في قلب الله من جهة شعبٍ معينٍ، أو أمة معينة، إنما يسقط الشعب المتكبر والمجدف تحت نير كبريائه وتجديفه وشره، أما الله فيحطم الأوثان، ويقيم من كل الأمم شعبًا له، تتعبد له كل أمة، بل وكل إنسانٍ في مكانه. فلا حاجة أن يصعد الكل إلى أورشليم، وأن يعبدوا في هيكل سليمان. هذا ما كان الله يهيئ شعبه القديم على قبوله، وهو أن تصير الأرض وملؤها للرب ولمسيحه. "يا ممالك الأرض غنوا لله، رنموا للسيد، سلاه" (مز 68: 32). "فيُعرف الرب في مصر، ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للربٍ نذرًا ويوفون به" (إش 19: 21). "لأن من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي بين الأمم، وفي كل مكانٍ يُقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة..." (مل 1: 11). إنه يحط من قدر الآلهة الوثنية، فتصير هزيلة للغاية كوحوشٍ مفترسةٍ هزلت جدًا لعدم وجود طعام لمدة طويلة. ليس من ذبيحة بعد تُقدم لهم، ولا من عبادة تقدم في هياكلهم. * لتسمع الآن نبيًا آخر الذي يقدم ذات النبوة قائلًا إن العبادة لله سوف لا تُحد بموضعٍ واحدٍ، إنما يحل الوقت حين يعرفه كل بشرٍ. إنه صفنيا القائل: "سيظهر الرب لكل الأمم، ويُهزل جميع آلهة الأمم، عندئذ كل أحد يعبده من مكانه" (صف 2: 11) LXX غير أن هذا كان ممنوعًا على اليهود حيث أمرهم موسى أن يتعبدوا في مكانٍ واحدٍ. * تسمعون إن الأنبياء سبق فأخبروا متنبئين أن البشر لا يعودون بعد يُحدون بمكانٍ ما، فيأتون من كل الأرض ليقدموا ذبيحة في مدينةٍ واحدة (أو مكانٍ واحد)، بل يبقى كل واحدٍ في بيته (وطنه) ويخدم الله ويكرمه. أي وقت مثل الوقت الحاضر الذي أمكن فيه إتمام هذه النبوات؟ على أي الأحوال أصغوا ولتدركوا كيف تتفق الأناجيل والرسول بولس مع صفنيا. قال النبي: "سيظهر الرب"، وقال بولس: "قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الشعب". (تي 2: 11). قال صفنيا: "لكل الأمم"، وقال بولس: "لجميع الناس". (تي 2: 11) قال صفنيا: "يهزل آلهتكم"، وقال بولس: "معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبرّ والتقوى في عالم الحاضر". (تي 2: 12). القديس يوحنا الذهبي الفم * إنكم لا تؤمنون أنه قد سبق فأخبرنا أن هذه الأمم ستأتي إلى مكان ما لله، كما قيل: "إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض" (إر 16: 19). لتفهموا إن أمكنكم ذلك، أن شعوب هذه الأمم يأتون إلى إله المسيحيين، الذي هو الله السامي الحقيقي، لا بالمشي بل بالإيمان. فإن هذا الإعلان بعينه قدم بهذه الكلمات بواسطة نبي آخر: "الرب مخيف إليهم، لأنه يُهزل جميع آلهة الأرض، فسيسجد له الناس كل واحدٍ من مكانه كل جزائر الأمم" (صف 2: 11). يقول نبي: "إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض" والآخر يقول: "سيسجد له كل واحدٍ من مكانه". لهذا فهم ليسوا مُطالبين أن ينسحبوا من أماكنهم ليأتوا إليه، إذ يجدون في ذلك الذي يؤمنون أنه في قلوبهم.* سيأتون إليه، دون ترك أماكنهم، لأنه بالإيمان به يجدونه في قلوبهم. * إلى زمن طويل... احتفظت الشياطين بالصمت في معابدهم بخصوص الأمور التي ستحدث، مع أنه لم يكن ممكنًا أن يكونوا بغير معرفة عنها، وذلك بسبب منطوقات الأنبياء. ولكن مؤخرًا إذ بدأت الأحداث تقترب أرادت الشياطين أن تخبر مسبَّقًا بها، حتى لا يبدو أنهم جهلة أو مهزومون. ومع هذا لم يشيروا إلى بعض الأمور التي سبق فأعلن عنها وسُجلت منذ وقت طويل كتلك التي وردت في النبي صفنيا: "الرب يغلبهم ويطرد كل آلهة الأمم من الأرض. وسيسجد له كل إنسانٍ من مكانه، كل جزائر الأمم" (صف 2: 11). ربما لم تكن تلك الآلهة التي تُعبد في هياكل الأمم تعتقد أن هذه الأحداث ستتحقق بالنسبة لهم، ولهذا لم ترد أن تسبب ضجرًا بين الرائين والعرَّافين المتنبئين الذين يتبعونهم. القديس أغسطينوس * دعونا نتحدث أيضًا عن الكنائس كجزائر. أضف إلى هذه أن الكتاب المقدَّس يقول في موضع آخر: "جزائر كثيرة رجعت إليَّ" (إش 42: 10) LXX. يقول إشعياء النبي باسم الرب: "تكلم إلى سكان هذه الجزيرة"، "لتبتهج جزائر كثيرة". كما أن الجزائر تقوم في وسط البحر، هكذا تتأسس كنائس في وسط العالم، وتُضرب وتُصدم بأمواج متعددة من الاضطهادات. حقًا إن هذه الجزائر تُقذف بالأمواج كل يوم، لكنها لا تُغمر بالمياه. بالتأكيد هي وسط البحر، لكن أساسها هو المسيح، المسيح الذي لا يمكن أن يهتز. القديس جيروم * بالرغم من كل هذا، لم يستطيعوا بعد أن يقيموا الهيكل ويصلحوا الموضع الذي سمح لهم فيه أن يمارسوا طقوسهم حسب الناموس. فإن سلطان المسيح، السلطان الذي أسس الكنيسة هدم ذاك الموضع. وقد سبق فأنبأ النبي أن المسيح يأتي، وإن كان لا يأتي إلاَّ بعد السبي. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|