كان الناس أيام نوح يعيشون في الشر والفساد والظلم، كما هو مكتوب: «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ ... وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأتِ الأَرْضُ ظُلْمًا ... كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ» (تك6: 5، 11، 12).
وأظهر الله قدرًا كبيرًا من الصبر والانتظار والأناة تجاههم، مئة وعشرين سنة، إذ قال الرب: «لاَ يَدِينُ (أي لا يجاهد) رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً» (تك6: 3). وفي تلك الفترة بنى نوح الفلك بحسب أمر الرب ليكون وسيلة الخلاص، وكان نوح يكرز لهم (1بط3: 20)، ولكن عندما استمر الإنسان في شره وعصيانه ورفضه للدعوة المقدَّمة له من الله، أهلك الله العالم القديم بالطوفان، وهذا طبقًا لقداسته.