منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 12 - 2024, 09:48 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

الله طويل الروح والأناة كثير الرحمة والإحسان




أناة الله

الله طويل الروح والأناة كثير الرحمة والإحسان، بطئ الغضب. لقد خلق الله الإنسان لكي يمجده (إش43: 7)، لكن بالأسف أهان الإنسان الله بشروه، واحتمل الله، بأناة كثيرة، الأشرار لكي يعطيهم الفرصة ليتوبوا ويرجعوا إليه بالإيمان، وهو لا يُسرع بالقضاء، لأن هذا هو فعله الغريب وعمله الغريب (إش28: 21)، أي غريب على طبيعته التي هي محبة.
ونجد في كلمة الله أمثلة كثيرة على أناة الله:
(1) العالم القديم


كان الناس أيام نوح يعيشون في الشر والفساد والظلم، كما هو مكتوب: «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ ... وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأتِ الأَرْضُ ظُلْمًا ... كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ» (تك6: 5، 11، 12).
وأظهر الله قدرًا كبيرًا من الصبر والانتظار والأناة تجاههم، مئة وعشرين سنة، إذ قال الرب: «لاَ يَدِينُ (أي لا يجاهد) رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً» (تك6: 3). وفي تلك الفترة بنى نوح الفلك بحسب أمر الرب ليكون وسيلة الخلاص، وكان نوح يكرز لهم (1بط3: 20)، ولكن عندما استمر الإنسان في شره وعصيانه ورفضه للدعوة المقدَّمة له من الله، أهلك الله العالم القديم بالطوفان، وهذا طبقًا لقداسته.
(2) سدوم وعمورة

لقد كان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا (تك13: 13)، وقال الرب لإبراهيم: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدًا، ومع ذلك قد تمهل الله عليهم، ولم يوقع عليهم القضاء مباشرة، وذلك لطول أناته، وأعطاهم فرصًا كثيرة للتوبة والرجوع إليه، ولكنهم بالأسف رفضوا. فلقد تعامل معهم باللطف (رو2: 4) إذ أعطاهم خيرًا زمنيًا كثيرًا، إذ كانت أرضهم كجنة الرب كأرض مصر (تك13: 10)، ولكنهم لم يستجيبوا. ثم قدم لهم إنذاره، حيث سمح لهم بالهزيمة في المعركة ثم السبي، ولكن إبراهيم أنقذهم (تك14). ثم أرسل لهم الملاكين، ولكنهم بالأسف أرادوا فعل الشر معهما بالقوة، وحتى عندما ضُربوا بالعمى كانوا مُصرّين على خطيتهم، إذ مكتوب: «عَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ» (تك19: 11).
وبعد طول أناة الله معهم، وعدم توبتهم عن شرورهم وعنادهم وفجورهم أحرقهم بالنار «إِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعًا عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا» (2بط2: 6).
(3) فرعون ملك مصر

أعطى الله فرعون غنى ومجدًا وكرامة وعظمة، وكانت مصر على قمة ممالك العالم في ذلك الوقت. ولكن بالأسف تكبَّر فرعون وأصابه الغرور، وتحدّى الله نفسه إله العبرانيين. وأرسل الله له موسى لكي يُخرج الشعب من أرض مصر، ولكن فرعون رفض وظل يخاتل ويحاور عدة مرات. وحتى عندما أنزل الله الضربات على أرض مصر، طلب من موسى وهارون أن يصليا فيرفع الله الضربة عن أرض مصر، ثم عاد وقسَّي قلبه مرات. وتأنّى الله عليه كثيرًا حتى صار قلبه قاسيًا جدًا. وفي النهاية أهلكه الله في بحر سوف، وتمجد في القضاء عليه.
(4) سكان أرض كنعان

سكنت عدة شعوب في أرض كنعان، وكانت هذه الشعوب شريرة، وقرر الله إبادتهم، ولكنه تأنى عليهم أربعمائة سنة لكي يعطي لهم فرصة للتوبة، إذ قال الرب لإبراهيم عن نسله «فِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا. لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً» (تك15: 13-16)، وفي خلال هذه المدة تأنى الله على تلك الشعوب الشريرة، ولما لم تَتُب صدر ضدهم حكم الإبادة عن طريق شعبه إسرائيل.
(5) نينوى

قال الرب عن نينوى: «قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي» (يون1: 2)، فلقد تزايد الشر حتى إن خطاياهم لحقت السماء، وكان كل واحد له طريقه الرديء وانتشر الظلم، ولذلك قرَّر الله إهلاكهم. ولكن قبل أن يوقع القضاء أرسل لهم يونان النبي برسالة تحذيرية: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى» (يون3: 4). ومن هذا نفهم أن الله في محبته وحنانه للبشر تأنّى عليهم مُعطيًا لهم مهلة أخرى مشروطة برجوعهم وتوبتهم، «فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ» (يون 3: 10).
وكم تأنى الرب وصبر على مملكة يهوذا! لقد انحرفوا عنه وعبدوا الأصنام، ولما رفضوا توسلات الأنبياء إليهم لكي يتوبوا، سباهم إلى بابل.
وفي العهد الجديد نقرأ عن شاول الطرسوسي. لقد كان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجرّ رجالاً ونساءً ويسلّمهم إلى السجن، وكان ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، وفعل الكثير من الشرور بالقديسين في أورشليم (أع8: 1، 3؛ 9: 1، 13)، ووصف نفسه قائلاً: «أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا» (غل1: 13)، وأيضًا أنه أول الخطاة، ولكن كانت أناة الله تنتظر معه طوال هذه السنين، وعند ذهابه من أورشليم إلى دمشق ظهر له الرب يسوع وتكلَّم معه، وتغيَّر وصار كارزًا ورسولاً ومعلمًا للأمم. لقد استفاد من أناة الله ورحمته، فشهد قائلاً: «لَكِنَّنِي لِهَذَا رُحِمْتُ: لِيُظْهِرَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً كُلَّ أَنَاةٍ، مِثَالاً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (1تي1: 16).
ولكن الله لا يتأنى فقط على الأشرار، بل أيضًا على المؤمنين، فعندما نضعف ونبتعد ونضل نجده يتعامل معنا برقة وحنان، متأنيًا علينا حتى يُرجعنا إلى الشركة معه، ومثال لذلك بطرس عندما أنكر الرب ثلاث مرات. لقد نظر الرب إليه، فخرج بطرس إلى خارج، وبكى بكاءً مرًا. ثم بعد القيامة أرسل له رسالة مع النساء، ثم ظهر له ظهورًا شخصيًا، ثم ظهر له عند بحيرة طبرية حتى رُدت نفسه تمامًا.
أخي .. أختي .. إن أناة الله تعلن لنا قلبه المحب للبشر وهو لا يُسرّ بموت الشرير بل بأن يرجع عن طريقه ويحيا كما هو مكتوب: «لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ». وأيضًا «احْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا» (2بط3: 9، 15)؛ أي أن أناة الله تعطي فرصة للإنسان لكي يخلص كما يقول الكتاب: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رو2: 4). إن أناة الله حقًا مدهشة وذلك لأنه قدير وعظيم، قد نصبر نحن عندما نجد الشر من حولنا والأشرار مسيطرين على كثير من الأمور، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، لكن طول أناة الله عجيبة جدًا لأنه ليس عاجزًا. حاشا، فهو القادر على كل شيء؛ لكنها نابعة من محبته العظيمة للإنسان.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا هو طويل الروح وكثير الرحمة والحق
الرب طويل الروح وكثير الرحمة
الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة
الرب حنَّان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة
الرب رحيم و رؤوف طويل الروح وكثير الرحمة (سفر المزامير 103: 8)


الساعة الآن 04:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025