مَعْرِفَةً اعْرِفْ حَالَ غَنَمِك،َ وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ [23].
من يعتمد على ثروته وغناه فلا يبالي بقطيع غنمه، فالثروة تزول، والكرامة تنتهي حتى الملوك يتعرضون للسقوط، فيرجع إلى قطيعه ليجده قد تبدد. لهذا يليق بالإنسان مهما بلغت ثروته، ومهما نال من سلطان، أن يجتهد في رعاية قطيعه، فإن هذا صالح للقطيع كما له هو نفسه.
كثير من الأغنياء والأشراف كانوا كسالى ومتراخين، يعتمدون على أموالهم ومراكزهم، ويتركون تدبير شئونهم في أيدي آخرين دون مبالاة من جانبهم.
* ليس من اللائق أن توجه ببساطة لجميع الذين آمنوا بالمسيح تعاليم عن كل النقاط، إذ مكتوب: "معرفة اعرف حال غنمك". لأن الطريق مختلف للغاية من شخصٍ إلى آخر، هذا يبدأ في ممرات الحق ليصير تلميذًا، وذاك ثبت في ذهنه وقادر أن يفهم العلو والعمق والطول والعرض. مع الأول استخدم التعليم البسيط الذي ليس فيه صعوبة للفهم، ولا يحتاج إلى تفكير عميق. أشرْ عليه أن يهرب من أخطاء تعدد الآلهة، وحثه أن يميز جمال المخلوقات والخالق والمبدع للخليقة.