إنتصار المسيحية في قرونها الأولى على الإضطهادت الوحشية
كلّ الرسل الذين أرسلهم السيد المسيح لتبشير العالم عُذّبوا واستشهدوا، ماعدا واحد فقط هو القديس يوحنا الرسول الذي مات طبيعيا. ثبت جميعهم في شهادتهم عن لاهوت السيد المسيح إلى النهاية. أعطوا حياتهم في سبيل إيمانهم لأنّهم إعتقدوا وعلموا أنه صادق حتى النفس الأخير (أعمال الرسل 5: 38-39).
رغم الإضطهاد الروماني الدامي الوحشي للمسيحية في قرونها الثلاثة الأولى، لم تضعف وتنقرض؛ بل إستمرت وانتشرت في الكثير من مناطق العالم؛ ثم أصبحت في النهاية دين الإمبراطورية الرومانية الرسمي، مُضطهِدها الأعظم. مئات الآلاف من المسيحيين عُذّبوا واستشهدوا لاعترافهم بإيمانهم في السيد المسيح في القرون الثلاثة الأولى من العصر المسيحي. رغم ذلك، إنتشر الإيمان المسيحي ونما في القوة. التعليل الوحيد المقنع الكافي لهذا أن قوّة الله الحيّ في المسيح أحبطت وتغلّبت على أقوى إمبراطورية وُجِدت على وجه الأرض، وهي الإمبراطورية الرومانية، بدون إستخدام جيوش هائلة: "لاَ بِـالْقُدْرَةِ وَلاَ بِـالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (زكريا 4: 6 b).