الهدايا والعطايا تعمي أعين الحكماء، وكلجامٍ في الفم تمنع التوبيخ [29].
يُحَذِّرنا القدِّيس يوحنا الذهبي الفم من الحسد الذي يخترق حتى الكنيسة، فيفسدها بالطمع بكون الحسد أم للطمع، وتحرك الهدايا والعطايا شئونها.
v (الحسد) يخترق الكنيسة. من البداية يجلب نتائج خطيرة بلا حصر. إنه بمثابة الأم للطمع، والوباء الذي يقلب الأمور رأسًا على عقب، ويفسد العدالة. يقول الكتاب: "العطايا تعمي عيون الحكماء، وكلجامٍ في الفم تمنع التوبيخات" (راجع سي 20: 29). الطمع يجعلنا عبيدًا عوض كوننا أحرارًا. إننا نتحدَّث عنه كل يوم، لكن لا نُحَقِّق تقدُّمًا.
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
الهدايا التي تُقَدَّم كرشوة تفسد بصيرة الحكماء، وتلجم أفواههم فتمنعهم عن توبيخ المُخطِئ، فلا يستطيعون أن يعاينوا الحق. وتسد الأفواه، فلا توبخ الظالمين والأشرار، أما الانشغال بالأمور السماوية والهبات الإلهية فتفتح الأعين لرؤية أسرار الله وإدراك الحق الإلهي، كما تفتح الأفواه لتسبح مع الملائكة، وتنتهر إبليس وكل قواته، ولا تداهن الأشرار.