v لنبحث كي نكتشف ما يحتاج إلى الكشف عنه، وعما هو بالفعل مُكتشَف. الذي نريد أن نكتشفه هو مُحتجب كي نبحث عنه. وإذ نجد أنه غير محدود، يبقى موضوع بحثنا. لذلك يُقَال "التمسوا وجهه دائمًا" (مز 105: 4). فإنه حتى وإن شبع الباحث من معرفة أعماق جديدة، فإن ما وجده يجعله أكثر قدرة على البحث حتى يبلغ إلى ملءٍ جديد حسب نمو قدرته لنوال المعرفة.
لذلك لم يقل "التمسوا وجهه دائمًا" بذات المعنى في الأمور الأخرى، حيث يُقَال: "يتعلمن في كل حين ولا يستطعن أن يُقبلنَ إلى معرفة الحق أبدًا" (2 تي 3: 7). وإنما كما يقول الكارز: "إذا أتم الإنسان فحينئذٍ يبتدئ" [6]، عندما نبلغ إلى تلك الحياة حيث نمتلئ هكذا، تنال طبيعتنا أقصى إمكانية، إذ نبلغ الكمال ولا نسعى إلى زيادة. فكل ما يُشبعنا يُعلن لعيوننا. أما هنا فنطلب على الدوام، ولا نبلغ مكافأة وجود ما نطلبه إلى نهاية بحثنا.