مصدر الحكمة وسماتها
1 كُلُّ حِكْمَةٍ فَهِيَ مِنَ الرَّبِّ وَلاَ تَزَالُ مَعَهُ إِلَى الأَبَدِ. 2 مَنْ يُحْصِي رَمْلَ الْبِحَارِ وَقِطَارَ الْمَطَرِ وَأَيَّامَ الدَّهْرِ؟ وَمَنْ يَمْسَحُ سَمْكَ السَّمَاءِ وَرُحْبَ الأَرْضِ وَالْغَمْرَ؟ 3 وَمَنْ يَسْتَقْصِي الْحِكْمَةَ الَّتِي هِيَ سَابِقَةُ كُلِّ شَيْءٍ؟ 4 قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ حِيزَتِ الْحِكْمَةُ وَمُنْذُ الأَزَلِ فَهْمُ الْفِطْنَةِ. 5 يَنْبُوعُ الْحِكْمَةِ كَلِمَةُ اللهِ فِي الْعُلَى وَمَسَالِكُهَا الْوَصَايَا الأَزَلِيَّةُ. 6 لِمَنِ انْكَشَفَ أَصْلُ الْحِكْمَةِ وَمَنْ عَلِمَ دَهَاءَهَا؟ 7 لِمَنْ تَجَلَّتْ مَعْرِفَةُ الْحِكْمَةِ وَمَنْ أَدْرَكَ كَثْرَةَ خُبْرَتِهَا؟ 8 وَاحِدٌ هُوَ حَكِيمٌ، عَظِيمُ الْمَهَابَةِ، جَالِسٌ عَلَى عَرْشِهِ. 9 الرَّبُّ هُوَ حَازَهَا وَرَآهَا وَأَحْصَاهَا، 10 وَأَفَاضَهَا عَلَى جَمِيعِ مَصْنُوعَاتِهِ، فَهِيَ مَعَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى حَسَبِ عَطِيَّتِهِ، وَقَدْ مَنَحَهَا لِمُحِبِّيهِ.
كل حكمة هي من الرب،
ولا تزال معه إلى الأبد. [1]
الحكمة الحقيقية هي من الرب [1]، يهبها لطالبيها، وهي لا تُفارِقه؛ هي الابن الكلمة (1 كو 1: 24). والروح القدس هو روح الحكمة (إش 11: 2)، من يسكن فيه الروح فله الحكمة (2 تي 1: 7).
إذ دخل الرب في حوارٍ مع أيوب، كشف له عن حاجته إلى الحكمة الإلهية. توقَّع أيوب أن الله يسأله عن خطايا مُعَيَّنة ارتكبها، ولم يكن يتوقَّع أن يسأله عن أمور خاصة بعجائب الخليقة التي صنعها الله لأجل كل إنسانٍ، ولا يستطيع الإنسان أن يعرف كل أسرارها (أي 38). بهذا كشف الله عن جهل أيوب لكيفية خلقة الأرض (أي 38: 4-7)، وجهله لوضع حدودٍ للبحار (8-11) وكيف يبرز نور الفجر (12-15) وإدراك ظل الموت والظلمة (16-21) والسحب والبَرَدْ والرعد... (22-30)، والكواكب وأثرها على الأرض (31-33)، وقوة الله في الجو والظواهر الطبيعية (34- 38)، وعناية الله بالحيوانات غير العاقلة (39- 41).