المرائي هو من يُعلِّم بغير ما يعمل. ويقول بغير ما يؤمن ويعتقد. فقد تمادى الكتبة والفريسيون في تطبيق الناموس، واهتموا بأمور تافهة، وسقط من حساباتهم ما يخص الرحمة والعدل والإيمان الصحيح. وهذا ما قاله لهم قبلاً النبي ميخا «قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ» (ميخا٦: ٨). والرب لا يدينهم هنا على حرصهم وتدقيقهم على تعشير حتى أتفه الأعشاب، بل لأنهم يكونون بلا ضمير عندما يتطلب الأمر إظهار الرحمة والعدل والأمانة للآخرين. فالرب الذي أمرهم بالعشور هو أيضًا من أوصاهم «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
والدرس: سهل علينا أن ندين غيرنا ونثبت له عيوبه وتقصيره من المكتوب، وأن نعلِّم ونعظ بأهمية العيشة والسلوك بحسب الحق. حسنًا. ولكن ألم يعلمنا الكتاب أيضًا أن نحب الآخرين ونرحمهم ونفتقدهم في ضيقاتهم؟ أم لأن هذا مكلِّف فنعزف عنه؟ انظروا إلى مثالنا العظيم ربنا يسوع الذي كان يفعل ثم يعلم.