فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ
ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب.
"تَذَكَّرْ" فتشير إلى ذكرى الماضي بأن الغَنِيٌّ ابتهج بغناه، واستوفيت خيراته في حياته على الأرض، ونال مكافأته التي يستحقها، وهذه الذكرى لا تطمس في العالم الآخر؛ من أشد عذاب الأشرار في الجحيم أن يذكروا حوادث حياتهم على الأرض وفرص الخلاص التي لم ينتهزوها، والخطايا التي ارتكبوها.
فأن ضميرهم يوبِّخهم على كل ما يذكرون من ذلك كما يؤكده " كَيفَ مَقَتُّ التَّأديب واْستَهانَ قَلْبي بِالتَّوبيخ ولم أستَمع لِصوتِ الَّذينَ علَّموني ولا أَمَلت أُذُنَيَّ إِلى الَّذينَ أَدَّبوني حَتَّى لقَد كِدتُ أَكونُ في أَشَدِّ الشّرِّ في وَسْطِ المَحفِل والجَماعة " (أمثال 5: 12-14). ويُعلق القديس كيرلس الكبير على الرجل الغَنِيٌّ " قد قدَّمت خيراتك لشهواتك وللتملِّقين، ولم تذكر مرة واحدة المريض والمتألَّم، لم تشفق على لعازر عندما رأيته ملقيًا عند أبوابك. وكان يعاني من أمرين، آلام قروحه الشديدة وحاجته لضروريات الحياة".