* أخبروني، هل إذ طارد إنسان الريح أو حاول الامساك به ألا نقول عنه إنه مجنون؟ أيضًا إذ حاول إنسان أن يمسك ظلًا ويهمل الواقع، إن أبغض إنسان زوجته وعانق ظلها، أو نفر من ابنه وأحب خياله، فهل تحتاجون إلى دليل أوضح من هذا على عتهه؟ هكذا أيضًا الذين يسعون في طمع إلى الأمور الحاضرة، لأن جميعها إنما هي خيال؛ نعم، سواء أكان المجد أو القوة أو الحياة الرغدة أو الثورة أو الرفاهية أو أي شيء آخر في هذه الحياة. بحق قال النبي: "إنما كخيال (كشبه) يسلك الإنسان، بل باطلًا يضطرب" وأيضًا يقول: "مالت أيامي كظل" (مز 102: 11). وفي موضوع آخر يدعو الأمور البشرية داخانًا وعشبًا يابسًا .
القديس يوحنا الذهبي الفم