
01 - 02 - 2021, 03:59 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
|
|
الرؤيا إشعياء والسيد
قال إشعياء فى مطلع الأصحاح السادس : « فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ، فإذا قارنا هذا بما جاء فى إنجيل يوحنا الأصحاح الثانى عشر والعدد الحادى والأربعين : « قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه » ... أدركنا أن السيد المسيح هو الذى ظهر لإشعياء فى مجده وجلاله وعظمته فى هيكل اللّه فى أورشليم ، ... وقد حدثنا إشعياء عن وقت الرؤيا ، غداة وفاة الملك عزيا ، ولعل إشعياء كان ذهنه مشغولاً وممتلئاً بعزيا الملك ، وكان عزيا من أعظم الملوك الذين ظهروا فى حياة إسرائيل ، ... ولكنه فعل فى أخريات حياته شيئاً تعساً محزناً ، إذ حاول أن يكول ملكاً وكاهنا معاً ، فطرده اللّه لكبرياء قلبه ، بعد أن أصيب بالبرص ، وبقى فى بيت برصه إلى يوم وفاته ، ... إنه على أية حال كان يمثل الإنسان البشرى العظيم ، ونقطة النقص والضعف اللاحقة بعظمته .. لكن إشعياء تحول من الملك الناقص ، إلى الملك القدوس ، رب الجنود ، الذي له وحده عرش الجلال والكمال ، ... تحول من المشهد الأرضى إلى اللّه الذى السماء ليست بطاهرة أمام عينيه ، وإلى ملائكته ينسب حماقة !! ... والمسيح دائماً هو مثال الكمال ، عندما ما نفجع فى برص الناس ونقصهم وضعفهم وخيانتهم وقصورهم ، ... على أن الرؤيا تكشف عن جانب آخر ، إذ تكشف عن الملك الدائم ، عندما يتحول الملك من إنسان إلى آخر ، أو عندما نتطلع فلا نجد أحداً يملأ المكان ، ويستولى علينا اليأس والقنوط ، ... مات عزيا الملك وبقى الملك السرمدى الأبدى الحى الذى لا يموت ، وهى الرؤيا التى نحتاج إليها فى أتعس الأوقات وأحلك الليالى ، عندما صرخ دوجلاس زعيم العبيد فى الولايات المتحدة ، وهو يعدد الظروف التعسة القاتلة التى تواجه العبيد البائسين هناك وهو يقول : كل شئ ضدنا !! .. الظروف ضدنا !! .. الناس ضدنا !! .. صاحت فيه امرأة زنجية : ولكن يا دوجلاس اللّه حى ولم يمت !! .. فثاب الرجل إلى رشده ، وأدرك أن العروش على الأرض تهوى ، ولكن اللّه يسود فى عرشه ويملك ويحكم !! .. هل نستطيع أن نرى اللّه مستقراً وجالساً على كرسى عال ومرتفع مهما أحاط بنا الظلام والفزع والضيق والحزن والأضطراب ؟؟ .
|