![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الهدوء صفة جميلة يتصف بها الانسان الروحي, ومنها : هدوء القلب , وهدوء الاعصاب , وهدوء الفكر وهدوء الحواس , وهدوء التصرف , وهدوء الجسد . الانسان الهادئ , لا يضطرب قلبه لأي سبب , ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل . وكما قال داود النبي (( إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي . وإن قام علي قتال , ففي هذا أنا مطمئن)) . إنه هدوء مصدره الإيمان .. إن فقد الانسان هدوءه من الداخل , يبدو أمامه كل شئ مضطربا , وكل شئ بسيط يبدو معقدا . إن التعقيد ليس في الخارج , وإنما في داخله ... وإن هدأ القلب , يمكن أن تهدأ الأعصاب أيضا . فلا يثور الشخص , وإنما يحل الإشكال في هدوء ... إن العقل إذا عجز عن حل أمر ما , تتدخل الأعصاب لحله . وقد تعلن الأعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة . وكلما تعبت الأعصاب , تزداد ثورتها ... والشخص الهادئ قلبا وأعصابا , يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف فيفكر تفكيرا مرتبا بغير تشويش ويتصرف في إتزان وفي هدوء , وليس في صخب الإنفعال , ولا في إضطراب الأعصاب. ومما يساعد على الهدوء الداخلي , الهدوء الخارجي : هدوء المكان , وهدوء البيئة , والبعد عن المؤثرات المثيرة . لذلك فإن الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية بعيدا عن الضوضاء , وعن صياح الناس , وعن إثارات الأخبار والأحداث هؤلاء يكون تفكيرهم أكثر هدوءا , وتكون قلوبهم وأعصابهم هادئة . ويكونون في الغالب قد إعتادوا الهدوء ... وحياة الوحدة والإنفراد , تجلب الهدوء عموما , بسبب هدوء الحواس . لأن الحواس هي أبواب للفكر كما يقول القديسون . فما تراه وما تسمعه وما تلمسه , يجلب لك فكرا . فان استراحت حواسك من جمع الأفكار , استراحت نفسك من الأفكار ... والمكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس , وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الأعصاب . لذلك فإن الكثير يبعدون عن الأماكن الصاخبة إلتماسا للهدوء ... إن محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قواهم ولكن البعض – للأسف – يحبون الصخب ولا يعيشون إلا فيه , ويسأمون من الهدوء ! ربنا يملي قلوبنا بالسلام والهدوء .. |